السبت، 27 يوليو 2013

رسالة إلى عصافير الخليج الناعبة في تويتر



( من أكثر المناورات الفكرية خسة : التحدث بعجرفة عن
 انتهاكات في مجتمع الغير ، وتبرير الممارسات
ذاتها في مجتمع المرء نفسه )

 إدوارد سعيد ، مفكر أمريكي من أصول عربية .







ما كنت أحب أن أضع نفسي في هذا المقام ، إلا أن مبالغة الجهال بلغت مداها ، و ليست مجابهة الجاهل كمجابهة العالم ، فالعالم أن قارعته بالحجة و البراهين قارعك بها ، فإن غلبته أقر ، و أما الجاهل فإن قارعته بالحجة سفهك ، و جادلك بلا برهان ، و أن غلبته شتمك ونال من عرضك ، كنتُ و مازلت ـ  و سأظل ـ أقف ضد أي عربي يتحدث مسفها لإخوانه في الدول العربية الأخرى ، أو منتقدا للهجتهم و قيمهم وثقافتهم . فكان حقيق بي اليوم أن أقف ضد من يتحدثون عن بلدي ( سلطنة عُمان ) . فمن واجبك أن تدافع عن أخيك و عن بيته ، ولكن الأوجب أن تدافع عن بيتك .

رسالتي  ليست تسفيها لأخوتي ، ولا تنمرا مني لمبادئي تجاه أمتي ، ولا سعيا لتمجيد الذات و تحقير الذوات الأخرى ، لغرض النأي بها عن أخونها ، ليكون كل بلد عربي هو كيان خاص مبتور من أصوله الأخرى . أنما هنالك ( عصافير )  في قفص صغير اسمه ( تويتر ) ، نَسِيَتْ التغريد وامتهنت النعيب و النعيق ، فحق علينا السعي لعلاجها أو إخراسها ، فإن بلغنا المراد فهو ذلك ، و إلا فيكون لنا شرف المحاولة خير من خزي الإحجام .

لن أتحدث من هو (  الشعب العُماني ) ، فشهادتي مجروحة ، وأي شيء من الممكن أن أقوله سيسند إلى مسألة التحيز ، لكني أقول تفضل إلى ( عُمان )  و أنظر بنفسك من نحن . ثم أحكم ، وكما يقول أبو الطيب  : ( لا يصدق الوصف حتى يصدق النظرُ ) . نحن لسنا ملائكة ، ولسنا شعب كامل ، فالكمال لله ، وكل وطن به الصالح و الطالح ، وله سلبيات وإيجابيات . فماذا تنتقد على الآخرين و أنت تملئكَ العيوب ؟ يقول المثل : ( من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر ) .

                    عيوبي  إن  سألت  بها  كثير 
                              و أي الناس  ليس  له  عيوب

جوابي هنا ليس ردا على جهلة متقولين ، ولكن توضيحا لمن من الممكن أن يجري مجراهم تابعا جهل الجاهلين . و مسالك الحاقدين بدون وعي .

و أن من أعجب العجب أن لا يلتفت البشر إلى ( حسناتك ) مهما امتلكت منها ، وأنهم فقط يركزون على ( عيوبك ) و ( سوءاتك ) وكأنهم خالون من كل عيب . و أنهم أن لم تكن مثلهم تمن على الناس ما تفعله لهم عبر الإعلام ، أو تساعد على أثارة الفتن وتفريق الأخوة في بلدانهم فأنت بالنسبة للجهلة من الناس تملك صفات ذميمة تستأهل القذف .

فعجبا حين تخرس العقول و يتحدث الجهلة .

وعجبا حين تصير المحاسن أمر ذميم يستدعي قذف الجهال وسبهم لك .

و عجبا حين تصبح مسألة التقليد و الخوض مع الخائضين أمرا ( إلزامي )  ، و أن لم تفعله اعتبروك خارج السرب أو من كوكب أخرى ، و كأنما اعتبروا أجماعهم على ( الجهل )  أمرا مفروضا وصائبا . فسبحان الله  !!! فعجبا للإنسان  { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }[1]

تعُّد  ذنوبي عند  قومي  كثيرة
ولا ذنب لي إلا العلا و الفواضل

فأما من يتحدثون عن دين ( أهل عُمان )  فأقول : أنهم والله قوم مسلمون مخلصون ، يشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله ، و الكعبة الشريفة قبلتهم ، والقرآن الكريم كتابهم ، وسنة رسول الله قدوتهم ، يحبون نبيهم و آل بيته و أصحابهِ . ويؤمنون بأركان الإسلام و الإيمان بغير خلل ، لا يشركون بالله شيء ولا يعبدون القبور .  وأما غير ذلك فلا حق لكم عندهم أن تكفرونهم ، فما أنتم بأكثر إسلاما منهم ، ولا أنتم أصدق إيماننا منهم ،  {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ }[2] . و تلك الأركان لا تخرج الملتزم بها من الملة ،

فمن أنت حتى تكفره ؟ أفلا تتقون الله ؟ .

قال أسامة بن زيد بن حارثة ـ رضي الله عنهما ـ يروي عن سرية بعثه الرسول ـ صل الله عليه و سلم ـ  عليها قبل عامين من وفاته صل الله عليه و سلم : ( فأتيت النبي و قد أتاه البشير بالفتح ، فإذا هو مُتهلل وجهه ، فأدناني منه ثم قال : حدثني . فجعلت أحدثه ، و ذكرت له أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا و أهويت إليه بالرمح ، فقال : لا إله إلا الله ، فطعنته فقتلته .
فتغير وجه رسول الله ، وقال : ( ويحك يا أسامة ، فكيف لك بلا إله إلا الله ؟ ويحك يا أسامة ، فكيف لك بلا إله إلا الله ؟ .  فلم يزل يرددها عليَّ حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته ، واستقبلت الإسلام يومئذ من جديد . فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا إله إلا الله بعدما سمعت رسول الله )  .

 وأما اختلاف اجتهادات العلماء فذلك أمر مرجعه للعلماء ، و بئس العالم الذي يُدْلِج ( العامة )  في علم ( الخاصة )  لأنه يكون بذلك شيطان فتنة ، لا عالم دين و إصلاح .

و أعجب العجب هو حين يأتيك شخص يفند و يسفه لأنك على مذهب غير مذهبه ، و لأنك على غير مذهبه فأنت ( كافر ) ـ في نظرهِ ـ  و هو المؤمن الصادق ، بينما هذا الشخص لا يقوم حتى بأبسط فرائضه ، كالصلاة ، أو أنه لا يعرف من دينه أي شيء و حدوده في الصلاة و الصوم ، و أن سألته ما مذهبك يقول ( سني ) . و لكنه لا يعرف أي مذهب هو بالتحديد ، فأنَّا له أن يعرف في باقي المذاهب الصادق منها و الفاسق  . فكم هو عجيب ( جدال الجاهل )  !! . و لله في خلقه شؤون ! .

و أما علاقات ( عُمان )  الخارجية وعدم خوضها مع الخائضين في كل قضية ، فإنما ذلك التزام منها فيما بينها وبين الدول من اتفاقيات ، و مع هذا فإن ( سلطنة عُمان ) ليست بالدولة السلبية كـ ( سويسرا ) مثلا  ، و إنما لها صولات وجولات لكن الفرق بينها وبين غيرها أنها لا تحب ( البهرجة الإعلامية ) المبالغ فيها عن دورها الدولي ، ثم وأنها مثل ما لا تحب أن يتدخل أحد في شؤونها فإنها لا تتدخل في شؤون غيرها ، إلا ( وفق ما تضطره الظروف ) ، و تفاصيل السياسة كثيرة لا يمكن للإنسان العادي أن يفهمها و يغوص فيها اعتباطا . ( و في هذا الباب كلام كثير نتركه ) .

و أما  العصافير في ( تويتر ) ... هل يجب أن رأيت الناس تخوض في أمر أن أخوض معهم حتى ترضون ؟ و ما الخطئية في عدم تواجد العمانيين[3] ـ أن وافقنا على كلامهم جدلا ـ في الفيسبوك و تويتر . أم صار حضورهما كحضور صلاة الجماعة يعاب تاركهما ؟؟!

و أنتم أيها الخائضون في تويتر .. ما العيب فيمن لا يستخدمه ؟ و ما الإنجاز العظيم في استخدامه ؟ و الميزة العظيمة في تويتر ؟ هل ميزته غير الثرثرة و الفلسفة الزائفة ، فقد تحول مستخدمي تويتر إلى فلاسفة ، و ليست هنا المشكلة ، لكن المشكلة أنهم يتكلمون لمجرد الكلام ، ولا تجد إلا من ندر منهم يحتوى كلامه ( أفعالا )  . أنا ( لست ضد استخدام ) هذه المواقع ، لكن لكل شخص الحرية في استخدامه من عدمها ولا ينقص منه هذا شيء أبدا .

و بما أن أهل السعودية ـ  ليس جميع أهل السعودية طبعا ـ  أكثر المنتقدين لنا ، ويجاريهم البعض جهلا ( رغم أن هذا البعض أيضا قليل من سكانه يشاركون تلك العصافير ذات الصفير الدائم التصفير ) فأقول :

هل تعلم أخي الكريم كم عدد سكان بلدك ؟ و كم هو عدد سكان أهل عُمان ؟

سأخبرك : أن عدد ( المواطنين السعوديين )  من مجمل سكان ( المملكة ) هو  (19,838,448 ) نسمة ، و عدد ( المواطنين العُمانيين ) من مجمل سكان ( السلطنة ) هو (1.779.318) نسمة . فلو أزحنا منهم كبار السن و الأميين ، و الأطفال الذين في سن لا يؤهلهم لاستخدام هذه المواقع ، فكم يكون عدد مستخدمي النت في ( عُمان )  مقابل مستخدميه في ( السعودية )  ، و حتى وأن دخل ( المليون و السبعمائة ) كله للنت فلن يوازونكم . و سوف تفوقونهم حضورا . بسبب الفارق العددي الكبير .

أما أولئك الذين وصلوا بسوء أدبهم إلى قذف ( أهل عُمان ) بأنهم سحرة وأهل شعوذة ، فأقول لو كنتم مسلمين صادقين لصنتم ألسنتكم عن ( قذف الناس بالكبائر ) ، ولو كان الدين يطبق بصدق لوجب جلد هذا القائل ما لم يأتي ببينة .

 هل ( عُمان ) بها سحرة وأهل شعوذة ؟؟؟

أقول بكل جرأة : نعم ، يوجد فيها .  لكن ليس كل أهلها ولا يحق لك أن تعمم ، و التعميم هو صفة العامة و الجهلة . يقول الإمام الغزالي : ( إن التعميم من صفات العوام ) و هو حقا كذلك .

لكن .. هل باقي ( دول الخليج و العالم ) فيها السحر و الشعوذة ؟

 أقول أيضا : ( نعم فيها  ) و ربما أكثر مما في عُمان . اليمن و السعودية والمغرب و الجزائر  و العراق و مصر و السودان و تونس و باقي البلدان  . وأقول كلامي هذا من حكم دراسة في هذا المضمار أجريتها وبحث دام ( أربع سنوات ) . واستطيع أن أتيك بقوائم لأسماء أهل الشعوذة و السحر , وأخبرك صادقهم من كاذبهم ، و عالمهم من ظالمهم . وهذا ليس في البلاد العربية وحدها بل في كل العالم حتى ما يسمون دولا متقدمة بها منظمات معترف بها من الحكومة ، و عندهم السحر الأسود بأشد أنواعه . ولهم اتحادات أيضا كما في ( فرنسا ) و ( الولايات المتحدة الأمريكية ) .

 و ( لا يجوز أن تعمم )  بأن أهل وطن كامل هم أهل لتلك الكبيرة ، فذلك قذف و افتراء و ظلم لا يرضاه الله ، و لو كنا أهل سحر كما تصفوننا لملكنا الخليج و البلاد العربية كلها ولصار سلطان عُمان سلطانا عليكم ولأمضى ما أراده من أمور فوق إرادة ملوككم ، فلسنا أهل سحر ولا نطير على مكانس . ولا نقول إلا ( حسبنا الله و نعم الوكيل )  على من ( يؤذي الناس بلسانه ) فلا يرعى حرمة الله في عبادهِ .

أما المتحدثين عن ( الاتحاد الملكي أو اتحاد الملكيات أو الاتحاد الخليجي ) أو غيرها ، و التي يتحدث البعض عن رفض ( السلطنة )  لها ، أجل رفضتها السلطنة ، ومع أني من المدافعين عن ( الوحدة العربية ) إلا أني أؤيد بشدة قرار ( الحكومة العُمانية )  . لماذا ؟

الحقيقة أن هناك تفاصيل لا يدركها الناس ، وهم يتأثرون بما يسمعونه من الإعلام فقط . لكن ليت الناس تسأل : لماذا فجأة صارت كل الحكومات العربية تجري نحو هذا الإتحاد ؟؟

هل يعقل أنهم فجأة أدركوا أن الوحدة هي دوائهم ؟

وسؤال آخر : لماذا نحتاج لتكوين مؤسسة جديدة للوحدة بدلا من تفعيل مؤسسة مثل ( جامعة الدول العربية ) أو ( مجلس التعاون الخليجي ) ؟  أن كانوا صادقين .

السلطان ( قابوس )  ـ وليس دفاعا عنه ـ هو رجل سياسي يملك سياسة بصدق ، وليس مجرد رجل أوجدته الأقدار على كرسي لا يملك من فقهه شيء . وهو يعلم أن الحكام العرب الذين يسعون لتلك الوحدة أنما انقادوا بسبب ضغوطات من جهات محددة لأجل هدف محدد . وأنهم لا شك بعد أن يتم ( حلب ) هذه البقرات سيتم ذبحها . و سيحل بها ما حل من ركون وجمود للمؤسسات التي سبقتها . و من يفهم هذا الأمر يعلم بالضبط بسبب رفض ( قادة الخليج ) لمشروع السلطان ( قابوس )  لدرع الجزيرة . فرغم الوجود الشكلي لهذا المشروع العسكري والذي تحتاجه الجزيرة إلا أنه ليس كما اقترحه السلطان . والسبب وراء الرفض أولا هي أكبر دول المجلس ، لأنها تريد أن تظل في السيادة ، وليس مهم ما يحدث بعد ذلك .

ويفهم لماذا فشل مشروع ( العملة الموحدة ) بين دول المجلس ـ والذي رفضته السلطنة منذ البداية لأسباب اقتصادية مقنعة ـ بعد أن كادوا يتفقون قبل أن تنسحب الإمارات بسبب طلب السعودية أن يكون مقر الهيئة المسئولة عن الأمر في ( جدة )  بدل من أن يكون في الإمارات كما كان مقرر .

هكذا هم ، يتفرقون كما يتفرق الأطفال بعد لعبة طويلة ولأسباب جدا تافهة يمكن تجاوزها . أنها عقول صغار .

لا تعيب على أهل السياسة كل ما جاءت به السياسة قبل أن تفهم ماذا يجري في الكواليس .. أتمنى أن تسعوا إلى ( المعرفة ) يا أخواني .. هذا كل رجائي ، ويكفي شتم ومهاترات سخيفة بيننا .

تأنَّ في الشيء إذا رمتَهُ   **   لتعرف الرشد من الغيّ

لا تتبعنْ كل دخان ترى   **       فالنار قد توقد للكيّ

وقس على الشيء بأشكالهِ  **   يدلّك الشيء على الشيّء


أجل أن ( أهل عُمان )  ليسوا ببذخ أهل الخليج ، و بناتنا عربيات أصيلات لم يسلكن بعد مسالك غرف التجميل للنفخ و التبيض والتقشير ، وما إلى ذلك من ( أعادة صناعة النساء )  الحاصلة بجنون عند كثير من النساء العربيات . و رجال عُمان سمر السواعد و الوجوه لأنهم مازالوا يعملون تحت شمس الجزيرة الحارقة ، ولم يختبئوا تحت الأسقف الباردة طلبا (  للبياض و الرقة و النعومة  ) كما حال النساء ، وأيضا أهل عُمان ( عرب أقحاح ) في غالبيتهم ، مازالت سيما العرب في وجوههم ، لم تخالط أنسابنا أولى و أولئكَ . و (  لنا مفخرة في ذلك )  ، و أما الأجناس التي تعيش في عُمان من أفارقة زنوج أو هنود و غيرهم فتلك خلق ربهم لهم ولا أحد يملك شيء لأجله وهم راضون بقدر الرحمن لهم . و هناك رجاء لي و هو أن ترى بعين صادقة هل حقا جميع بنات بلادك جميلات و مهندمات أم هي فئة بسيطة من مجمل ما هو موجود عندكم ، وهل كل الرجال عندكم بيض و وسيمين ؟ و أتمنى في المقابل أن ترى ما في عُمان وأن لا تكتفي بالتلفاز لتحكم .

ثم أن التطرق في مثل هذه الأمور يعتبر أساسا ( سخافة ) و يدل على ( ضيق الأفق ) ، لأنك تشغل فكرك بتفاهات لا قيمة لها و لا معنى ولا فائدة منها .

و من قال أن ( المجد ) الذي بلغه ( أهل عُمان ) من الوصول لأقاصي الأرض كدولة لها سيادتها وحضارتها قد بلغته كل دول الخليج فإنما ذلك شخص يجهل التاريخ ، فحين كانت عُمان تقود المجد كان بعض من أهل الجزيرة يحلون في تلك الأصقاع فُرَادى تحت حماية تلك الدولة العُمانية ساعين للرزق والتجارة أو باحثين عن وطن جديد ، ولم يكونوا أبدا يجسدون حكوماتهم التي لم تكن أساسا ذات وجود بالمعنى الحقيقي للدولة .

أقول أخيرا كما قال الشاعر :

أنَّا  لقومٌ  أبتْ  أخلاقنا   شرفاً
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤدينا

بيضٌ صنائعنا ، خُضرٌ مرابعنا
سودٌ   وقائعنا ،  حُمرٌ  مواضينا

لا يظهر العجز منَّا دون نيل مُنَّى
و لو  رأينا   المنايا   في  أمانينا

سيبقى ( أهل عُمان ) كما هم ، كراما بعيدين عن الفتن  والثرثرة الفارغة في تويتر أو فيسبوك أو في عبث الأطفال في كرة القدم وغيرها ، سيبقون ـ بجميع أطيافهم ومذاهبهم ـ  ( أهل دماثة و رزانة ) ، و ( صفاء سريرة ) ، سيبقون على ( نقاء سجيتهم )  ، ولن تغيرهم عبث الأيدي العابثة باسم التمدن بعزة الواحد الأحد ، فمن رضاه خُلقنا فأهلا به بيننا أخا عزيزا كريما ، ومن كره مقامه بيننا فليفارقنا غير مأسوف عليه . و من أتانا ضيفا أكرمناه بــ ( سماحتنا ) قبل القِرَى ، و بــ ( بشاشتنا ) قبل التحية و السلام ، فالحقد ( ليس ) من سجية أهل هذا البلد أبدا . و أن لسان حال أهل عُمان كما قال الشاعر :

سأُلزم نفسي الصفح عن كل مذنب
وإن عظمت منه  عليَّ الجرائم

فما  الناس إلا واحد من   ثلاثة :
شريف ، و مشروف ، و مثلي مقاوم

فأما الذي فوقي فأعرف فضله
و أتبع  فيه  الحق  و الحق  لازم

وأما الذي دوني فإن قال منكرا
صفحتُ  له  عنه  و إن  لام  لائم

وأما الذي مثلي فإن زلَّ أو هفا
تفضلت  إنَّ  الفضل  بالحلم حاكم

و أننا بصفاتنا تلك قال فينا نبي الله صل الله عليه وسلم : ( لو أتيت أهل عُمان ما سبوك ولا ضربوك ) ، وبصفاتنا تلك أسلمنا طوعا لا رهبة و لا قهرا ، و بصفاتنا تلك حُزنَا ثقة خلفاء رسول الله صل الله عليه وسلم و رضى عن أصحابه الميامين . فحملنا لواء  التوحيد وما تركناه في معركة طويلة عبر التاريخ في الكر و الفر .

فمن رأى لنا ( فضلا ) في صادق صفاتنا تلك فإنما ذلك لطيب خلقه ونبله ، فلا يعرف أخلاق الكرام إلا الكريم و( طبع النفس للنفس قائد ) . و أن رأى أن حسناتنا ( مساوئ ) في عينه فإن كل إنسان سيء يحاول أن يجمل مساوئه ولا يحب أن يعترف بها فإنه يحاول تقبيح المحسن ، وهذا حمق ماله دواء إلا الصمت ( فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ) .

و أتمنى أن لا يضيق الشرفاء بكلامي ، فأنا ما قصدت به الشرفاء في الخليج ، فقد عرفنا منهم أهل أصل و شرف و كريم أخلاق ، أنما كلامي لمن هو أقل منكم شأن في العقل و الخلق .

حفظ الله  ( عُمان ) و أهلها من كل شر وصانها عن كل لسان لا يرعى حق الله ، وحفظ ( الخليج والجزيرة ) و كل ( الوطن العربي )  بما يحفظ عباده الصالحين ، ونسأله الأمن و السلام دائما أبدا .





[1] - الأحزاب72 .
[2] - القلم37
[3] - بطبيعة الحال العُمانيون متواجدون بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي ، لكن بعض الناس تعودت تكرار ما تسمعه دون أن تدقق في مدى صحته .

ليست هناك تعليقات: