" الأمور تَتَشابه مقبلة ، فلا يعرفها
إلا ذو الرأي ،
فإن أدبرت عرفها
الجاهل كما يعرفها العاقل "
أكثم بن صيفي ، أحد فصحاء العرب وحكمائها.
لضمان نجاح تَقَبُل
الجسم البشري للأطراف المزروعة من جسد أخر لابد من تناول الشخص الذي تمت له عملية
زراعة الأطراف ( كالذراع أو الساق ) لأدوية تعمل على أضعاف المناعة عنده و ذلك حتى
لا تقوم المناعة بنشاط يرفض معه الجسم هذا الدخيل الجديد عليه و بالتالي يتوجب أن
يتم استئصال هذا الدخيل .
ولأجل أن يكسب
الإنسان تلك الذراع أو الساق ليملك القوة التي فقدها يقبل بتخدير مناعة جسمه ويعرض
جسده لأخطار اقتحام أمراض كثيرة له بسبب عدم وجود مناعة فيه . كما حال هذا الجسم
مع الأطراف و إيقاف المناعة كان ولا يزال حال أمتنا مع كيانين مزروعين توجب على
حُكامنا أن يعملوا بشتى الطرق تخدير مناعة جسد الأمة ليمكن معه عدم المطالبة
باستئصال هذا الدخيل . و الدخيلان هما الصهاينة ، و الرأسماليين .
ولأن كريات الدم
البيضاء ـ التي تشكل جهاز المناعة للجسم ـ تكون ضعيفة ـ في جسم الشخص الذي تم زراعة
الأطراف له ـ يتقبل الجسم ذلك الدخيل على أنه لا مشكلة في وجوده و يعتبره جزء منه
فلا يرفضه ، و لأن الأحرار ـ الذين يشكلون
جهاز المناعة للأمة ـ يكونون ضعفاء ـ في
الأمة التي تم زراعة كيان دخيل فيها ـ
يتقبل الشعب ذلك الكيان على أنه شيء عادي لا مشكلة في وجوده أو على الأقل الاستسلام
لوجوده .
في أمتي الناس
ثلاثة :
·
عميلٌ خائن .
· و ببغاء مصفقة تردد ما يقال جهلا .
· و عارف مسلوب الحول و القوة .
وأشرُّ كُلِّ هؤلاء على أمتي هو تلك ( الببغاوات
المصفقة ) ، لأنها من حيث تدري ولا تدري
تعين الظالمين على أمتي ، فهي تردد ما يقال دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن
الحقيقة ، وأني لا أعذر من جهل الحقيقة ، وخاصة في عصر توفرت فيه كل الوسائل ، فمن
أراد معرفة الحقيقة يمكنه البحث عنها و لا
شك سيجدها .
أنا أعترف أن من بين
تلك الببغاوات من يُحبون هذه الأمة ، ومن فرط ما قد ساءَهُمْ حالها تجدهم يرددون
ما يقال عن مساوئها ، و لكني لا أعذرهم في هذا ، فتلك سياسة المنافق ، ( أذا خاصم فجر ) ، وصار الحبيب الذي بالأمس ( ملاكاً
) ( شيطانا رجيما ) . تلك خطةٌ لن توصلنا إلا لضياع أكثر مما نحن فيه
، وسنظل ـ بسببه ـ ندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها .
أنكم تجشمون أمتي
مركبا صعب ، فهذه الأمة مكونة من ( بشر ) و ليست من ( ملائكة ) ، وكما لهم أمجاد
لهم أخطاء ، لكنكم تُبَالغُون في تهويل أخطائها وتأخذونها إلى غير محملها ، وأنه
أمر نرفضه تماما ، فتلك السلبية الزائدة هي ( داء ) . ذلك الاضطراب يُعين عدونا
علينا ، فإنْ أرتفع العجاج عميت الأبصار ، وأن عميت الأبصار لم تعرف عدوك من صديقك
وتلك أحد تدابير ( فرق تسُد ) .
لا باركَ الله
في ساعٍ بتفرقةٍ
بين الصَفيين والجارين من أمم
ولقد ضقنا ذرعا بتلك
القاعدة التي يُصرُّ البعض على فرضِها علينا في كل المواقف وفي كل الأحيان ، قاعدة
الضياع والتشتيت بين ( التهوين و التهويل ، و الإفراط والتفريط ) فنحن ( أمة الوسط
) يا قومي ، فدعونا نكن وسطا .
يظن البعض ـ جهلا ـ أن
التشدق بذكر مساوئ الأمة ـ أو ما يظنون
أنه مساوئ ـ هي رجاحة عقل لهم أو أنها تدل على فائض علمهم ، وعظيم فهمهم ، و غزير
ثقافتهم ، وهم لا يعلمون أنهم ـ من حيث لا يدرون ـ يفضحون جهلا عميقا ، و سفها مقيتا .
فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحُكم عبيد
الدرهمِ
يقارنون بين حال أمتي
و بين أمم أخرى ما فقهوا عن أحوالها إلا ما يقرؤون في الجرائد عنها ، و ما قول
الجرائد بصادق ، فلوا فهموا الحقيقة ، لعلموا علم اليقين أن تلك قشرة تغلف عفناً
مقيتا ، وأن أمتي يخنقها العفن الطافي فوق غلافها ، وأعني أولئك الذين نصبوا
أنفسهم أسيادا و أصناما و فرضوا على الناس تقديسهم ، و الواحد منهم لا يحمل طُهرَ
الصنم .
يعيبون على أمتي أنها
أمة لا تقرأ و والله لقد كذبوا ، يعيبون على أمتي أن عاداتها كلها سيئة و والله ما
أبصروا ، يعيبون على أمتي أنها أمة الإسلام ورغم هذا فالغرب أنقى وأفضل وأعدل ، و والله
قد جهلوا فزيفوا .
جعلوا صرخة أحرار
أمتي في وجه الباطل ( إرهابا ) و والله
لقد خُلط عليهم ، وجعلوا وعْيَ أمتي بعدوها ومكائده ( وسواساً قهرية ) و ( أمراضاً نفسية ) ، وقالوا : أن لا مؤامرة
ضدنا بل تلك أوهام بسبب ما أوصلكم اليأس إليه ، و والله ما عَقلوا . ثم يأتي الغرب
أنفسهم ليشهدوا على مؤامراتهم ضد أمتي ، و وثائقهم دليل يؤيد شهادتهم .
لعمرك ما الأبصار تنفع أهلها
إذا لم يكن للمبصرينَ بصائرُ
مالا تعرفه أيها
الجاهل أن ذلك الغرب أقذر مما يبهر عينك ، مالا تعرفه أيضا أن الغرب مجرد تابع
لكنه تابع ( مُقرب ) وليس مثل حُكام هذه الأمة تابع ( مُحقر ) ، مالا تعرفه أننا
أمة تملك أحرارا ، وتملك جهابذة عباقرة في كل المجالات ، لكن أحرارا تكمم أفواههم
، وتمزق أجسادهم تحت سياط الخونة ، و تغيب تلك النفوس الزكية في غياهب السجون
العفنة ، التي ليست أكثر عفنا من سَجَّانِيها .
وعباقرتنا ـ أيها
الجاهل بأمتي ـ لهم خيارين لا ثالث لهما : أما أن يقبل بجنسية أحد الدول التابعة المقربة
ـ أي الغرب ـ و يكون رافها منعما مدللا ، ليكرس عقله وعلمه في خدمة تلك الدول ، أو
أن يموت ميتة غامضة ثم تغلق القضية ضد مجهول وتنسى بالتعاون مع أولئك الركع السجود
في المحافل الماسونية ، الحاكمين بأمر الله ـ كما يحاولوا أن يوهمونا ـ وأصحاب
الحق الإلهي الذي ما أنزل الله به من سلطان .
أمتي كم صنمٍ مجدته
لم يكن يحمل طُهر الصنمِ
يسعى أولئك الحكام
المقدسون لتثبيط العزائم و تكميم الأفواه ، و نشر الجهل ، و توجيه التنمية في
الوطن توجيهات لا تخدم الشعب ، و أنما تخدم أسياد ذلك المقدس الراكع في محافل الماسونية
، ليبقى له فتات الخبز : كرسياً ، و نساءً ، و أموالاً ، و تقديساً .
أنظر مصير عباقرة
أمتي الذين ( رفضوا بيع أوطانهم ) ، لأنهم
علموا علم اليقين : " أن من يبيع أرضه يبيع عرضه " ، أين ( مصطفى مشرفة )
؟ و أين ( جمال حمدان ) ؟ و أين ( سميرة
موسى ) ؟ و أين ( يحيى المشد ) ؟ وأين ( سامية ميمني ) ؟ والكثير الكثير من علمائنا وعباقرتنا ، نالهم
التهميش من أولئك الأصنام المقدسة ، وحين كانت عزائمهم وحبهم لأوطانهم وأيمانهم
بواجبهم أكبر حافز و إصراراً على العمل والإبداع ( قُتلوا ) بطُرق غريبة ، حتى حقوقهم بعد الممات سُلبت فلم
يكرموا ، و قُتل حتى ذكر انجازهم ، ولم يُحقق أصلا في قضاياهم ألا بقدر إخراس
الألسن ثم يتهمون في شرفهم أو يقال انتحروا أو أسباب تافهة لم يُثْبِتْ صحتها تحقياًق
جنائياً نزيهاً .
وليس العراق عنَّا
ببعيد ، في السنوات الأولى للاحتلال ( الأمريكي ـ الصهيوني ـ الفارسي ) كانت الإحصاءات تشير إلى أن هناك أكثر من ( 350 ) عالماً
نوويا وأكثر من ( 200 ) أستاذ جامعي ـ غير
العباقرة في مجال الطب والجراحة ـ قتلهم
الموساد الصهيوني في غطاء أمريكي ، و لا تتوفر إحصاءات نزيه عن الأرقام الحديثة للاغتيالات
. هدفهم أن لا يستيقظ العملاق ، وأن تبقى مناعته مخدرة حتى لا يرفض الدخلاء . فهم
يعلمون علما لا مراء فيه :
علمْت أنَّ ورَاءَ الضَّعْفِ مَقدرَةً
و أَنَّ لِلْحَقِّ لا للْقُوَّةِ الغَلَبَا
وأخيراً ..
استيقظوا وتيقظوا ،
لا يعميكم حب الزعماء عن رؤية أباطيلهم و زلاتهم ، وأعلموا أنه ليس في البشر
معصومين سوى الأنبياء ، أفتح بصيرتك قبل بصرك ، وأرجع إلى رشدك ، وعليك بالعلم
فأنه يقوي البصيرة وينير الطريق ، و أبداء بـ ( إصلاح نفسك ) وثم كن ايجابيا بأن تصلح من حولك قدر جهدك ،
فالرجل القوي يعمل و الرجل الضعيف يتمنى .
عليك أن تسعى
لشيء و ما
عليك أن تضمن عقبى النجاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق