الخميس، 3 فبراير 2011

أمة كثرة فيها العِبر و لا من معتبر




" الذين يرفضون الاعتبار من الحدث، ومن ثم يرفضون تسلم رسائله، هم أنفسهم الذين ما برحوا يروجون للزعم القائل بأن تونس حالة خاصة ليس لها مثيل في العالم العربي،
ليطمئنوا أنفسهم على مصيرهم ، وإن ادعوا أنهم يطمئنون الناس والنظام ... ولاحظت أن
 كتابات الصُحُف القومية في مصر هي الوحيدة التي تتبناه وتروج له ، في حين أن الإعلام الخارجي يعتبر أن التشابه مع مصر بالذات أمر مفروغ منه ومسلَّم به "
فهمي هويدي ، كاتب وصحفي ومفكر إسلامي من مصر




في تساؤل طرحته في تساؤل طرحته المدّونة المغربية ( لطيفة شكري ) في مدونتها قالت : " هل أخذ الحُكام العبرة من هذه التدهورات الأمنية داخل البلاد ؟ "

هذا تساؤل مشروع لكل مواطن عربي حريص على بلاده وأمته ، كل مواطن حُلمه أن يعيش بسعادة وازدهار واستقرار على تراب وطنه ، أجبتُ على تساؤلها ذاك بـ ( لا ، ولن يتخذوه أبدا ، لأن البشر من طبعهم عدم الاعتبار ، وإلا فما أكثر العِبر وما أقل الاعتبار ) .

ما جرى في الأمة خلال الشهرين الماضيين وما زال يجري يبعث برسائل قوية ليس للحُكام فقط و أنما حتى للشعوب ، لكن رسائلها للحُكام أقوى { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }[1]

لقد ضاق الناس ذرعا بهم ، ويأسوا من أمكانية فهم هؤلاء الحُكام لمطالبهم في أقامة العدل ، وتحقيق العدل الاجتماعي و سيادة القانون بشكل حقيقي وتكافئ الفرص وتحقيق تنمية حقيقية هدفها المواطن .
يقول فهمي هويدي : ( حين تمعن الأنظمة السلطوية في إحكام الانسداد السياسي وتغلق أفق المستقبل في وجوه الجميع ، فإن لغة الشارع وخروج الجماهير إليه تصبح الخيار الوحيد أمام الضائقين بالاستبداد ، والراغبين في تخليص المجتمع من براثنه ) .

لكن بدل من أن نرى تغييراً يقي الأمة الصدام ويحقن الدماء ويسد الباب على الفتن ، نجد الحُكام متمسكين بتخلفهم ، وأن غيّروا شيء لا يكون إلا تغيير خجول لا يرقى لطموح الشعب ، وأغلبه كلام لا واقع له . تغيير الهدف منه تخدير العقول و المراوغة أكثر منه الإصلاح والصلاح .

لم يتعلموا ولن يتعلمون أنه عندما تكون في موضع القوة فلا تغتر بقوتك ، بل تخيل حين ينقلب حالك وتصبح أنت الضعيف كيف ستكون ، لأن الشيطان يزين لهم سوء أعمالهم ويغريهم بطول الأمل و بالأمنيات ، فيظنوا أنه لن ينقلب حالهم .

وعادة القوى المتجبر أنْ صار في محل ضعف يعلم شعور المتجبر  ، لأنه كان مكانه يوما فيصاب بحالة نفسية عجيبة جراء ذلك . فحالهم كما قال تعالى : ( لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ )[2]

فتجده يحاول بشتى الطرق عدم فقد منزلته القوية ولو استخدم أساليب غبية ومفضوحة و بكل وضوح ، وهانحن نرى محاولات التفاف مبارك وأزلامه على الثورة بطرق شتى ، كاستخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين والتعتيم الإعلامي ـ مؤخرا ـ بالاعتداء على الإعلاميين التابعين لقنوات غير مصرية بلغ الأمر للوصول للفنادق للبحث عن إعلاميين لترويعهم والاعتداء عليهم ، و لن يكون آخرها بث مجموعة بلطجية و فتوات ـ من أزلام مبارك الصغار مع أفراد من بسطاء المجتمع الذين تم شحن مشاعرهم و تجيشها بالأكاذيب وتزيف المعلومات ـ في الشارع يدَّعُون تأييدهم لمبارك .

وانظروا الفرق بين فئة تَجَمَعَ فيها أكبر المفكرين والعلماء المشهود لهم عالمياً وعُرف عنها إخلاصهم و وطنيتهم ومعهم صفوةُ المجتمع المخلصين من طبقة المثقفين والعلماء والمفكرين والفنانين ، ومن المخلصين الشرفاء ، تظاهرت هذه الفئة مدة أسبوع و لم ينتج عنها إلا تظاهرة حضارية حاول البعض أن يدس خلالها ، إلا أن الشباب الواعي تصدى لها ببراعة وتم القبض على المشاغبين وتم تسليمه للجيش حيث أُكتشف أنهم ضباط من الشرطة والأمن .

كانوا مثالا رائعا في الإخلاص للمبدأ الذي خرجوا لأجله وفي سرعة أيجاد الحلول للأزمات التي حاولت القوة السلطوية توريطهم فيها ـ مرة بسحب الشرطة ومرة بإثارة النهب والحرق والشغب وغيرها ـ فنجحوا ببراعتهم وسرعة بديهتهم و وعيهم في أعطاء مثالا جميلا بل رائعاً يبعثُ على الفخر ، وبين فئة ليست إلا مجموعة بلطجية و فتوات وأميين تم التغرير بهم بالأكاذيب وغيره ، في أول يوم تظاهر لها خرجت تضرب وتكسر ، و تحاصر الثوار في ميدان التحرير تمنع عنهم الأكل وغيره . وهذه نتيجة طبيعية لمؤيدين لشخص مثل مبارك يقول أهل المغرب : " الحاجة اللي ما تشبه مولاها حرام ".

يقول أبو منصور الثعالبي : " وقد صدق من قال : إن الناس على دين ملوكهم والسلطان سوق يجلب إليها ما ينفق فيها ".

والأدهى و الأكثر شرا هو استخدام الجيش . جيشٌ ـ طالما أحبه الناس ـ يقف متفرجا ، أولا : حين كان الأمن يقتل الناس وقف متفرجا ، واليوم حين أتى بلطجية الرئيس وقف متفرجا ، معتذرا بأنه لا يمكن للجيش الوقوف مع أحد ضد أحد . فعلا ، و نحن معه في عدم وجوب انحيازهِ لأحد ، لكن كان بإمكانه الحيلولة دون اشتباك الفريقين بمنع المؤيدين ( كما يزعمون ) من الوصول إلى أماكن تواجد المعارضين ( كما يحب البعض تسميتهم ) في ميدان التحرير . لكنها حيلة الطغمة الفاسدة للالتفاف و الانقلاب على الثورة ، ولإظهار الثُّوار بمظهر المخربين . سحقا لهم ولمبرراتهم وأعذارهم التي يسوغونها كيفما شاءوا .

جيشٌ صار الأعلام الأمريكي ـ بإيعاز من الحكومة الأمريكية ـ يُظهر قائد أركانه على أنه الرجل الأنسب ليحل محل مبارك ، رجل قضى أغلب الفترة الأولى من عمر الثورة الشبابية في البنتاجون الأمريكي في دورة تهيئه لتولي منصبه الجديد المرتقب . يقول المفكر الإسلامي فهمي هويدي ( أن أجهزة الأمن حين تتوحد مع النظام المستبد وتصبح سوطه وسجانه ويده الباطشة ، تتحول من مؤسسة تحرس المجتمع وتسهر على أمنه إلى مؤسسة تسحق المجتمع وتعاديه ) .

وكذلك مازال هذا الرجل وأزلامه يتحدثون عن حوار .
حوار مع من ؟ وعن ماذا ؟

مع رجل أسقط شعبه شرعيته ؟ أم مع نائب رئيس فاقد شرعيته قبل أن يبدأ منصبه لأنه تم تعينه من قبل رجل فاقد الشرعية أصلا ؟  غريب أمرهم .

لماذا أرسل بلطجيته في هذه الفترة ؟

ببساطة لأن الأمن عجز أن يشتت الثّوار وأن يثني بالعنف عزائمهم ، حتى حُرمةُ الله لم يرعوها فصاروا يصوبون على المصلين خراطيم المياه الساخنة والغازات المسيلة للدموع والتي يسبب غازها الاختناق أن أستنشقه الإنسان بكمية كبيرة ، وحين بالغ في العنف و ندد بهم العالم ـ الذي ندد مضطراً طبعا لأن صمته صار محرجاً ـ كان لابد من حل بديل فأطلق أولئك البطجية ـ كالكلاب المسعورة ـ على الثّوار يضربونهم ويسبونهم ويتهمونهم بالخيانة والعمالة بلا دليل ولا بينة ، بينما يؤيدون رئيسا سامهم من الظلم والذل والفساد والعمالة درجة لا تخفى لا على القاصي ولا على الداني . و ببلطجيته أولئك ـ الذين خرجوا كجزء من الشعب مؤيد للخائن الفاسد ـ سيكون عذر الحكومة ( القبيح طبعا ) أنهم من الشعب وليسوا محسوبين عليها لذا لا يحق لها أن توقفهم .

يقول المفكر الإسلامي فهمي هويدي في معرض استعراضه للعبر المأخوذة من ما حدث في تونس : ( أن احتكار السلطة حين يتحول إلى هدف في حد ذاته ، فإنه يدفع المستبد إلى القبول بالتلون والتقلب بين مختلف المبادئ والاتجاهات ، طالما كفل له ذلك أن يبقى في موقعه )

أن الشدائد تُظهر معادن الرجال ، وبسبب ثورة الكرامة أصبح المستبدون ( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ )[3] . وهاهم المستبدين المتسلطين يعيثون فسادا واستبداد وينهبون أموال الدولة ، وحين تدور عليهم الدوائر يتلونون كالحرباء ويتمسكنون ويخضعون كل ذلك ليبقوا في مراكزهم ، يظهرون أمام العَيان كم هم جبناء و سفهاء . وهم كما وصف عِمْرَانَ بن حِطان يوما أحد الولاة وقال :

أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ
ربداء تجفل من صفير الصافرِ

·   الولايات المتحدة وأتباعها الصهاينة والرأسماليين يخشون صعود الإسلاميين أن تُرك الأمر للشعب ، لأنهم يعلمون أن ذلك سيكون خيار الشعب لذا هم يحاولون بكل جهدهم عدم أعطاء الفرصة للشعب لقول كلمته ، وهذا تناقض واضح .

أمريكا مازالت تحاول الاستخفاف بعقول الجماهير العربية ، ما زالت تستخدم نفس تلك الشعارات والكلمات الرنانة ، وهي لا تستخف بها إلا أصحاب العقول السفيهة ، لقد أصبح وجهها القبيح مفضوحا أمام نطاق واسع من شباب هذه الأمة ، ما عاد يخفى على أحد ما تستخدمه من أساليب التشويش والدسائس لتبلغ مأربها من مص ثروات الشعوب وأيضا لحماية مدللتها ( سوسو ) كما يسميها أخٌ  لي ، ويعني بها الكيان الصهيوني .

·   أن اليهود لا يسعفون الخائن ، وهذا ما يشهده تاريخهم الحديث والقديم . فاليهود يتبرؤون من الخونة الذين أعانوهم كما يتبرأ الشيطان من أهل النار { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }[4]

فمن خان أمته من السهل عليه أن يخون الأمم الأخرى ، والصهاينة والغربيين يستغنون عن الذي مدَّ لهم يدهُ وخان قومه حين يسقط ، لأنه في نظرهم كالعاهر ـ أكرمكم الله ـ التي باعت عِرضها لقاء بعض دُريهمات ، لذا فأجرها مدفوعٌ سلفاً ، وهم غير مسئولين عما قد يحدث لاحقا ، و أن من باع أرضه كمن باع عِرضِه ، والتاريخ خير شاهد ، و ليس ( أنطوان لحد )  عنَّا ببعيد .

هذا بالضبط ما حدث لـ ( زين العابدين بن علي ) ، وهذا ما نرى بوادره الآن لـ ( مبارك )  ، فهاهم يطالبون الجيش بالضغط على مبارك ليتنحى عن السلطة ، في بادرة كان الكثير من الإعلاميين و المفكرين والمراقبين والمدونين قد تحدثوا عنها كورقة سوف تلجأ لها أمريكا لحفظ مصالحها ليذهب ـ مقابلها ـ مبارك ككبش فداء .

اليهود أطلقوا مخاوفهم صراحة ولم يأبهوا أن تصريحهم سيحرج مبارك فوق موقفه المتأزم أمام شعبه . هكذا هم اليهود بالطبع ـ أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق وأهل خيانة وغدر ـ و ليس بخفي أن الشعب العربي يعلم مدى خيانة حُكامه لكن كان حريا بهم ـ أعني اليهود الصهاينة ـ من باب الالتزام بالواجب الأخلاقي ألا يصرحوا علانا ، لأنها شهادة صريحة بتهمه من التهم التي بسببها طالب الشعب بنزوله من سدة الحكم وهي العمالة لهم .

يقول البعض أن أمتنا مثل اليتيم وحيدا يتعاون عليه الداخل والخارج ، وأقول : لا ، لأن أمةً فيها شباب مخلص واعي ـ مثالا لهم شباب تونس ومصر ـ لم ولن تكون يتيمة أبدا وأن تكالب عليها الأعداء والخونة .

·   هذا هو حال الحُكام المستبدين ، يرى الكثيرون أن مبارك الآن يسعى أن يخرج بكرامة وليس خروج ذليلا من السلطة ، لأنه ـ كما يرى ـ قدم الكثير لمصر وأنه من هذا الشعب .

يريد أن يخرج بكرامته ونسى أنه أنتهك من كرامة شعبه وأمته الكثير ، أن كان يظن أنه ذا فضل على الدولة ، فغبي من يظن أن ما يفعله من أجل الوطن يجب أن يأخذ مقابل له ، أو من يظن أن قيامهُ بواجبه فضل منهُ و منَّة على الوطن ، لأن ذلك واجب هو ملزومٌ به بحكم أنه مواطن ، وبحكم موقعه كموظف في هذه الدولة يجب عليه القيام بواجبه ومسؤولياته ، فهو أيضا لا يعمل مجانا ، بل يتقاضى عليه أجراً ليس بالبسيط ، هذا عدا المميزات المالية و الوجاهة التي يمنحها له ذلك المركز.

يقول مبارك أنه سيطلق الحقوق والحرية ، ها هو منع قناة الجزيرة وأخرجها من مصر ، نحن لا ننكر مدى انحياز ( الجزيرة ) وحماسها المفرط مع الثوار ، لكن الديمقراطية ـ المزعومة ـ تقتضي أن لا تتخلص من الأخر أن كان يُخالفك ، بل أن تتعامل معه بالدلائل والحجج وأساليب حضارية أخرى . لكن الكبت والقمع عادة تسري في دماء هؤلاء المستبدين ، فالسجن والبلطجة والقتل والاغتيالات هي وسيلتهم الأزلية .

• أولئك الذين أعماهم قصر بصيرتهم وأمنوا بقول الإعلام الرسمي فلم يمدوا بصرهم ليروا تبذير الحكومة لأموال وموارد الأمة ، ولم يروا مدى غياب القانون والعدالة الاجتماعية ، وإهمال الحكومة في أداء واجبها ، و الهالة العظيمة التي يرسمها الأعلام ـ الكاذب ـ حول الحُكام حتى كادت أن تجعل الحاكم ( إله )  يُعبد من دون الله . وتزيف الوعي وتميع الأخلاق ونشر الفساد وتهكم بالدين .

• هل يتعلم الحكام الدرس من تونس ؟

بالتأكيد لن يتعلموا ، أنما سيتعلمونه فقط في كيفية منع خروج الشعب وليس في كيفية امتصاص غضبه .

يقول فهمي هويدي وهو مفكر إسلامي وشخصية معتبرة ليس في مصر وحدها بكل في كل الوطن العربي : ( وحين سألني أحد المراسلين الأميركيين عن أوجه الشبه بين مصر وتونس والجزائر . قلت إن بينها أربعة قواسم مشتركة على الأقل هي: استمرار احتكار السلطة ، وانتشار الفساد ، والتغريب وفقدان الهوية ، والدوران في فلك السياسة الأميركية . وهي أمور يطول فيها الحديث ويضيق بها المكان ) .

أعي جيدا مخاوف البعض من المستقبل ، ومن التدهور الذي قد يحل إذا ما انفرط العقد ، لذا تجده من فرط ما هجم عليه الخوف والتبلبل تجده يُطلق الكلام جوادا جامحا بلا لجام . لكن ـ صدقوني ـ لم يكون ولن يكون الحاكم الفاسد هو سفينة نوح للشعب والوطن . لكني لا ألوم المتخوفين المترددين فالليل حالك والعجاج قاتم و البصيرة خدرها الخوف . يقول بن جونسون : " أكبر جحيم أن يكون المرء سجينا للخوف " .


[1] - النحل34
[2] - البقرة 275
[3] - المنافقون 4
[4] - الأنفال 48

هناك 10 تعليقات:

أفلح اليعربي يقول...

هذهقصيدة للشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم أوردها هنا استدراكا للمقال أعلاه :


سلامة مرارتك
يا فاقع مرارة مراة الفقير
فلا جوزها جايب
ولا الفقر تايب
ولا حتي سايب

مَيَّة في قُلة
ولا كوز في زير
سلامة مرارتك

سلامة مرارتك

مرارة العُـزاز
وإيه يعني إحنا

ما نِوْلع بجاز
إنتَ الحقيقة وإحنا المجاز
تفضلْ وييجي بدالنا البديل
شوية خباثة
وعوامل وراثة
نصبح بهايم ... ونصبح بديل
فتقدر ساعتها تنام مَلو عينك

ويعلى الشخير

سلامة مرارتك
سلامة مرارتك
سلامة المرارة
يا واقع علينا بسعر الخسارة
فلا فيه صناعة
ولا فيه تجارة
ولا فيه مدير
ولا فيه إدارة
ولا فيه وزارة تسيب الوزير
سلامة مرارتك

***

سلامة مرارتك
فداها المواطن
أبو قلب راطن كلام الهموم
فلا نفس راضية
ولا جتة فاضية
بلاوي وسموم
ولا علاج مداوي
مفيش غير حكاوي
بتاخد بإيدنا لآخر المصير
سلامة مرارتك
***
سلامة مرارتك
وألفين سلامة
يا سايب في كل المنازل علامة
"شمالك بتاخد ...
وواخدة اليمين
شكلك بتحلف علينا اليمين
ما تجعل في جيبنا قليل أو كتير
سلامة مرارتك

سلامة مرارتك
دي واخدة الحصانة
بنشقى وتاكل علينا شقانا
لا خلِّيت أمامنا ولا فيه ورانا
ضرايب ... عوايد ... فاتورة ... رسوم
ننام بالفاتورة
وبيها نقوم
على البصَّة ندفع فاتورة لعِنينا
ولو نعمى ندفع فاتورة ضرير
سلامة مرارتك

سلامة مرارتك يا صاحب الهمم
بخطبة بنطلع لأعلى قمم
وننزل على جدورنا بين الرمم
على الوهم ياما وياما بنينا
أوامر تجيبنا
أوامر تجينا
على خطوة واحدة في محلك نسير
سلامة مرارتك

سلامة مرارتك
إحنا فداها
تفرقع مرارتك
نفرقع وراها
حالنا بدونك عمره ما ماشي
إحنا بدونك شوية مواشي
من غير راعيها ... ومن غير كبير
سلامة مرارتك

أفلح اليعربي يقول...

وهذه أخرى :

(الشاعر الشعبي المصري / أحمد فؤاد نجم )

همَ مين واحنا مين ** هم الأمرا والسلاطين
هم المال والحكم معاهم ** واحنا فقراء ومحكومين
حزر, فزر شغل مخك ** شوف مين فينا بيحكم مين
احنا مين وهم مين ** احنا الفُعَلا البنايين
احنا السنة واحنا الفرض ** احنا الناس بالطول والعرض
من عافيتنا تقوم الأرض ** وعرقنا يخضر البساتين
حزر, فزر شغل مخك ** شوف مين فينا بيخدم مين
هم مين واحنا مين ** هم الأمرا والسلاطين
هم الفيلا والعربية ** والنساوين المتنقية… طبعاً,
حيوانات استهلاكية ** شغلتهم حشو المصارين
حزر فزر شغل مخك ** شوف مين فينا بيأكل مين
احنا مين وهم مين ** احنا قرنفل على ياسمين
احنا الحرب حطبها ونارها ** احنا الجيش اللي يحررها
احنا الشهداء فِ كل مدارها** منتصرين أو منكسرين
حزر فزر شغل مخك ** شوف مين فينا بيقتل مين
هم مين واحنا مين ** هم الأمرا والسلاطين
مناظر بالمزيكة ** والزفة وشغل البولوتيكا
ودماغهم طبعاً استيكة ** بس البركة في النياشين
حزر فزر شغل مخك ** شوف مين فينا بيخدع مين
هم مين واحنا مين ** هم الأمرا والسلاطين
هم بيلبسوا آخر موضة ** واحنا بنسكن سبعة في أوضة
هم بياكلوا حمام وفراخ ** واحنا الفول دوّخنا وداخ
هم بيمشوا بطيارات ** واحنا نموت في الأوتوبيسات
هم حياتهم تمضى جميلة ** هم فصيلة واحنا فصيلة
حادي يا بادي يا عبد الهادي** راح تفهم قصد الغنوة دي
لمّا الشعب يقوم وينادي ** يا احنا يا هم في الدنيا دي…
حزر فزر شغل مخك ** شوف مين فينا حيغلب مين!!!

زينة زيدان يقول...

صديقي أفلح

نقاشك هنا واع وتحليل مفصل للامور

ومختاراتك من الشعر معبرة

وتعكس وطنيتك وروحك العربية الصامدة

أدعو الله أن ينصر الحق
ويدحر الظالمين

تحيتي لك صديقي

رشيد أمديون يقول...

السلام عليكم

تحية طيبة لك أستاذ أفلح

كم يعجبني تحليلك المفصل، لا أنكر أني أستفيد منك هنا...
تحليلك يساير الحدث بشكل جميل، أرك توقظ عقولا ساهية، تبث همسات سامية، ترمي كلاما قد تستوعبه عقول واعية.

أرى أن العبرة لو كانت تؤخذ لإنتهى المشكل منذ البداية، ليس العبرة فقط من أحداث تونس ومصر بل العبرة من أحداث التاريخ كلها ومن سنن الله في الكون، فمن يعتبر؟ اليوم فقط قلت لنفسي كلاما وسجلته في صفحتي على الفيسبوك قلت: "سبحان الله! من تأمل جيدا في الواقع يدرك أن الدنيا تضحك علينا... ما معنى إن عشت حاكما أو محكوما، ففي النهاية أصير ترابا...لمن الملك غذا؟ لله الواحد القهار."
مشكلة الكراسي أنها تعمي البصر والبصيرة معا، أضف إلى ذلك أن الخيانة والتلاعب بمصير أمة تجعل العبرة نسبيا مستحيلة. حقيقة أني أسفت كل الأسف لما وصل إليه الوضع الحالي، فلم أجد أبشع من أن يتقاتل أبناء وطن واحد، ولكنه النظام وأساليبه كما تفضلت بذكر ذلك، وكنت متوقعا منذ البداية أن يكون هذا الموقف، نعم توقعت.. لأن في ظل نظام فاسد فتوقع أي شيء، وكما جاء في الأثر "إن لم تستح فاصنع ما شئت". وفعلا "الحاجة اللي ما تشبهش مولاها حرام" وفعل النظام وأسلوبه مثل النظام فعلا.

أخي الكريم أقمت وقتا بين حروفك وقرأت تحليلك، وزدت هما، لكنه هم من يرد الخير للأمة، فأسأل الله أ، يفرج الهم والكرب.

دمت بخير.

أفلح اليعربي يقول...

سيدتي الكريمة زينة زيدان

تحية طيبة

أشكر لك مرورك الطيب ، وتعقيبك ، وأنما استشعارك لماتحملة الكلمات ينم عن روح وطنية .

وأنا أدعو معك وأقول من كل قلبي آمين

أن ينتصر الحق في كل أقطار الوطن العربي


لك تقديري

أفلح اليعربي يقول...

أستاذي الكريم أبو حسام الدين

تحية طيبة


أشكر لك كلماتك الطيبة في حقي ، وأتمنى من كل قلبي ـ والله ـ أن يكون الوعي منَّا كشعوب قبل الحُكام .

فحين تعي الشعوب يصحو الحُكام


واي والله صدقت فيما تفضلت به ، لكن كيف يعتبرون وكما قال سلمان الفارسي رضي الله عنه عن الإمارة قال ( رضاعها سهل وفطامها صعب ) وأنما ذلك مما تسببه من سكرة لصاحبها تعميه عن الحق .


سلمك الله من الهم حت وأن كان هم الأمة وأبدلك الله همما تعلي ذكرك في الدنيا والأخرة ، ونسأل الله أن تزول الهموم من وطننا وأمتنا وأن يعم السلام والإزدهار .

بصدق يسعدني مرورك وتعقيبك

لك تقديري

mallouk يقول...

اللهم عجل من عندك بنصر عزير يارب
اللهم انصر المستضعفين في كل مكان
هذا ما يمكننا فعله
الدعاء
تحيتي ومودتي

أفلح اليعربي يقول...

الأستاذ الفاضل محمد ملوك

تحية طيبة

وأني أقول معك من صميم قلبي آمين


وهاهي بشائر النصر تلوح نسأل الله أن يتم لهم النصر

لك تقديري

sliman يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
sliman يقول...

لكم الله يا أهل مصر الأعزاء فقد أسقطتم الطاغية حسني ب18 يوماً و الطاغية قاتل الأطفال بشار الثعلب لم يسقط إلى الآن فدعواكم يا أهل مصر.
الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام يقول استوصوا بأهل مصر خيراً .....