الأحد، 7 نوفمبر 2010

أنها لغة الأذكياء




"جهلتَ  و لم  تعلم   بأنكَ   جاهلٌ
 فمن لي بأن تدري بأنكَ لا تدري"
الخليل بن أحمد الفراهيدي ، شاعر ولغوي عربي







اللغة خلقها الله وسيلة تواصل و اتصال بين الكائنات حتى الحيوانات والحشرات لها لغتها ، ولقد كُرِمَّ الإنسان بالنطق لتكون لغُتهُ مميزة عن كُلِّ الكائنات الأُخرى ، ليُعْبِّر به عن ألآمه  ، و أحزانه ، و همومه ، و أشجانه ، و أفراحه ، و طموحاته ، و كل ما يجول بخاطره ، و لكل أمة لغتها التي تُعبر بها عن ذاتها ، فاللغة هي هويةُ الشعوب وهي وصف شخصيته ، لأنها ببساطة تُجسد ثقافتها ، و تُسجل حضارتها ، و تنقل بها قيمها وعاداتها أجيالا متعاقبة .

من خلال فهم لُغة شعب ما يمكنك سبر غور تاريخه و حضارته و معرفة أسلوب حياته و قِيَمِهِ .

في  كُلِّ  الأمم  و الشعوب تنقسم اللغة إلى قسمين : لغة محكية متداولة يمارسها العامة ، ولُغة أدب تمارسها الصفوة يُسجل بها العلوم و الآداب  و يُحفظ بها تاريخ تلك الأمم والشعوب .
 و ( كلا القسمين ) يسجل و يرصد ما مرت به تلك الشعوب سواء من حضارات و ازدهار أو مِحنٌّ و استعمار .

و ( اللغة العربية )  أحدى تلك اللغات العريقة التي مازالت تقف بثبات منذ سنوات كبيرة ، ومن أكثر ( اللغات الحية ) التي ما زال أهلها يستطيعون فهم وقراءة ما كُتب في أمهات الكتب التي سطرها الجدود قبل أكثر من ألف سنة ، بينما تفقد لغات حية عريقة أخرى هذه الميزة ومنها : ( اللغة العبرية ) و ( اللغة الأرمية )  و غيرها من اللغات العريقة والتي ما تزال متداولة ، رغم أن تداولها ليس بقوة حضور اللغة العربية . ونستثني من ذلك اللغة الصينية القديمة حيث يمكن للصفوة فك رموزها لكن لا يمكن للعامة فعل ذلك ، وهذا عكس العربية .

( اللغة )  مثل ( الأرض ) تتأثر بالطقس ، فمرةً تزدهر و مرة تذوي ، و كل ذلك يترك بقايا فيها ، ولقد سنَّ الله التغيير كسمة من سمات الوجود ، فكان من الطَبْعِيّ أن تتأثر اللغات ببعضها ، فتأخذ و تُعطي ، تبعا لمبدأ الغلبة و الضعف ، و حتى في أوقات الاستقرار لا ينفك ذلك الأخذ والعطاء وفقاً لفلسفة ( التواصل الحضاري ) و (الحوار بين الثقافات )  التي جَبَلَ الله الناس عليه ، لأجل ذلك تطورت اللغات و بعض منها أندثر ، و أُخرى فرضت هيمنتها على اللغات الأخرى فأضافت في تلك اللغة شيئاً من ألفاظها ، و تكون نسبة تلك الإضافة تبعا لقوة  ( اللغة المُضيفة ) ، وضعف ( اللغة المضاف إليها ) .

أذاً فالاتصال الحضاري والتواصل الحضاري هو سمة رقي و ازدهار خاصة أن كان بالقدر الذي لا يفقد ( اللغة الأم ) هويتها الأصيلة  و لا يكون سبيلا لاندثارها.

كذلك حال ( اللغة العربية ) ، لُغة الجمال و الرُقي ، لغة الأدب البديع  و السحر الحلال ، اللغة العربية هي ( هوية الأمة العربية ) و بها جاء أعظم الكُتب السماوية المُقدسة وهو ( القرآن الكريم ) . عاش العرب بقطبيهم : القحطاني ، و العدناني في جزيرة العرب ، وشكلت اللغة أساس هويتهم ، فكادت أن تكون من مقدساتهم ، لقد قدسوها كما لم تُقدس أمة لغتها ، و يكاد لا يُشبههم في هذا إلا ( الصينيين ) الذي لغتهم رغم صعوبة رسم حروفها  و كثرة عددهن مازال شعبها متمسكٌ بها .

وكما جرت سُنَّةُ الله في الأرض فقد مرت هذه الأرض بمراحل تراوحت بين الانتصار  و الازدهار ،  و بين الدمار و الاستعمار ،  لكن ( اللغة العربية )  بقية قوية ثابتة ، لم تندثر ـ رغم المحن العظيمة التي مرت بها ـ كما أندثرت لغات أقوامٍ آخرين مثل اللغات (  السلتية )  التي كان يتكلم بها السكان الأصليون ( لانجلترا ) قبل الغزو السكسوني .

أخذت اللغة العربية من غيرها من اللغات سواء بحكم فرض الثقافات في زمن الاستعمار أو التخالط مع الأخر في زمن الفتوحات والانتصارات ، لكن ما منحته من ألفاظ لغيرها كان أكثر بكثير مما أخذته و استوردته . هذا عدا عن انتشارها إلى بقاع أصبحت فيها العربية هي اللسان فيها .

وهناك الكثير الكثير من الدراسات اللغوية التي أثبتت هذا الأمر ، وللعلم أن أغلب تلك الدراسات وضعوها أناس من لغات أخرى ، بمعنى أخر هم أناس ليس لهم ( مصلحة )  في مدح لغتنا والثناء عليها ، وليس لهم ( مصلحة )  للرد على أولئك المنتقدين للغة العربية بغير برهان .

عبر تاريخها أخذت اللغة العربية  ألفاظاً من لغات كثيرة بحكم الاتصال الحضاري من تلك اللغات : الفارسية ، و اليونانية ، و السريانية ، و العبرانية ، و التركية ، و الإيطالية ، و الفرنسية ، و اللاتينية ، و لغات أخرى .

لكنها منحت الكثير للغات أخرى منها ـ  مثالا  لا حصراً ـ :  اللغة الأوردية  ( الأوردو) و قد أحصت بعض المعاجم الأوردية  ( الألفاظ العربية )  التي اقتبستها الأردو منها (  7584  ) كلمة ، و هي تستخدم  ( الحرف العربي )  للكتابة ،و (  3303  ) كلمة في الملايوية ـ وهو أحصاء مبدئي تضمنه مشروع معجم ملايوي عصري شامل لأحد الأخوة الفضلاء للغة الملايوية ـ وهي لغة تستخدمها شعوب دول جنوب شرق آسيا من ماليزيا ، و إندونيسيا ، و بروناي  دار السلام  ، و سنغافورة ، و فطاني بجنوب  تايلاند ، و ( 160  ) كلمة في الإنجليزية .

وكذلك لا ننسى ( اللغة التركية )  والتي كانت في أوج  سيطرة الأتراك ـ في عهد الدولة العثمانية ـ على الأمة العربية يستخدمون ( الحرف العربي )  لكتابةِ لُغتهم ، ولم ينتقلوا  ( للحرف اللاتيني ) إلا في عهد (  كمال أتاتورك ) العلماني ، كذلك (  اللغة الأمازيغية )  التي تضمنت مفردات عربية ، وكذلك (  لُغة الهندو ) التي يتحدثها نسبة كبيرة من سُكان الهند ، وأيضا ( اللغة الفارسية ) المستخدمة في إيران اليوم وهذه اللغة مازالت تستخدم ( الحرف العربي )  في كتابة لغتها .

 و ( اللغة السواحلية ) التي يتحدثها سكان ساحل كينيا و زنجبار و تنزانيا ، و يستخدمها بعض سكان شرق أفريقيا  ، و هذه لغة حفظها ( العرب العُمانيون ) ـ في فترة حكمهم الطويل لتلك البلاد ـ  حين قاموا بجعلها لغة مكتوبة ـ ولم تكن إلا لغة شفاهية ـ  و استخدموا ( الحرف العربي )  لكتابتها وجعلوها اللغة الرسمية للدولة العربية في زنجبار رغم أنهم ـ أي العرب ـ  كانوا أصحاب السلطة و القوة حينها ، الآن تكتب السواحيلية بــ  ( الحرف اللاتيني )  .

 كذلك ( اللغة الإيطالية  ) و خاصة في جزيرة صقلية ، وكذلك ( اللغة القبرصية اليونانية ) ، و ( اللغة الأسبانية )  المستخدمة في الجمهورية الأسبانية التي أسس بها العرب دولة الأندلس سابقا  ، كذلك تستخدم في بعض المستعمرات الإسبانية السابقة ، هذا وناهيك عن (  اللغة المالطية ) التي يتحدثها سكان ( جزيرة مالطا ) و التي تستطيع أنت يا من لا يُجيد التحدث بالمالطية أن تستمع للمالطي وهو يتحدث لغته وأنا على ثقة تامة أنك ستفهم ما يعنية دون كبير مشقة ، لأن لغتهم تحتوي نسبة عظيمة من الألفاظ العربية ، لذا يمكنك فهم ما يقوله عبر السياق العام لكلامهِ .

هذا بعض مما عند تلك اللغة القوية العظيمة الساحرة ، وهذا كله على سبيل المثال لا الحصر ، هذا جوابي لمن يعيب على اللغة العربية اقتباسها من اللغات الأجنبية اليوم ، وهو لا ينتقد (  حبًّا  ) للعربية ، و أنما تسفيها و تحقيرا ، وما ذلك إلا لجهله أو لخيانة أرادها ، أو تعصبا  فئويا .

فتدمير ثقافة أي  قوم ، و الغزو الثقافي له يمنح العدو السلطة على رقاب ذلك الشعب ، وبصراحة هذه الأمة أرهقت الصهاينة وأذنابهم فما استطاعوا نزع هويتها منها ليتمكنوا من دثرها لأن هويتها ترتكز في نقطتين : (  دينها  و لغتها  ) . فلله دُرُّ أمةٍ مثل هذه الأمة أحبتْ  لغتها و دينها ، حتى أنها صمدت كل هذا الصمود الجبار أمام كل هذه الأعاصير العاتية التي مزقت أمم و انتشلتها من ثقافاتها و قيمها لأجل كيان لقيط لا يوجد ألا في مخيلة التعساء ، كل ذلك لمحو هذه الأمة من الوجود لأنها تقف حجر عثر أمام ذلك الكيان .

و رغم أن الحال الذي نحن فيه اليوم كأمة ـ لا يرضينا نحن أبنائها الطامحون لأحياء مجدها ـ إلا أننا ـ ونحن بهذا الحال الضعيف ـ نشكل خطرا على ذلك الكيان .

فأقولها بكل صدق لأمتي ( لن تموتي فكاهلُ الأرض لا يقوى على حمل نعشكِ الجبار) أن اقتباس ( اللغة العربية )  ألفاظاً من لغة أخرى ليس دليل ضعف بل هو دليل مرونة و تطور و تلك سمة أتسمت بها كل اللغات عبر التاريخ الإنساني ، وهو ميزة جيدة ( ما لم ) يسبب اندثارا لتلك ( اللغة الأم ) أو يغلب على ألفاظها .

هم يقولون أن اللغة العربية ليست لغة علم ، عجبا لكلامهم !!  و الأغرب قول المتقول متحديا لمن يعشق العربية : ( أجلب لي مرادف تلفزيون بالعربية ) . و أنا أقول له متحديا لبلاهته : ( أجلب لي مرادف سُكْر بالإنجليزية ) .

أن المنطق ـ  لو كانوا للمنطق يعقلون ـ يقول ( أن لا لغة من لغة الأرض لا تستطيع احتواء العلم ) ، والدليل على ذلك هو الشاهد التاريخي في الحضارات الإنسانية من ( حضارة الإنكا )  إلى ( الحضارة المغولية ) مرورا بحضارات الشرق التي تعددت فيه اللغات و اختلفت  . ما من لغة لا تستطيع احتواء العلم ، فلم ينزل جبريل بالإنجليزية فقط  لتكون لغة علم ، ولا بالفرنسية لتكون لغة علم . أنما ( البشر هم من طوعوا اللغات ) لخدمة العلم فكانت خير خادم في كُلِّ الحضارات و الأمم  و الشعوب ، فدعكَ من هذا الهراء ، ولا يضير العربية أن يكون لفظة كمبيوتر أو تلفزيون ألفاظا مُعربة كما لم يضر الإنجليزية ـ من قبل ـ أن تكون كلمة سُكر وبرتقال مُغربة .

أني أقول لهؤلاء دعوكم من كل هذا الهراء ومن خُزعبلاتكم تلك ، وبدلا من أن تبحثوا عن شيء تُعلقون عليه فشلكم ، تحركوا وأنجزوا ، وأبدعوا ، فالإنسان هو من يصنع كل شيء في الحضارة سواء كان تُراث أو لغة أو ثقافة . هو من يُعلي قدر أمته أو يحط بها . ودعوكم من كل هذا التذمر . ولا تحاولوا إغواء الناس فكلامكم السخيف .

أنا لا أدافع عن هذه اللغة فهي أعظم من أن يُدافع عنها مُدافع ، فهي ليست في موضع ضعف ، أنما مقالتي هذه لأُنبه أولئك الذين يجهلون أنهم بما يقولون أنما يظهرون للناس جهلهم ويجعلون من أنفسهم موضع سخرية فهم لا ينظرون أبعد من أنوفهم ، وذلك الذي يسعى لأن يجعل من ( لغة الدارجة أو العامية ) لغة رسمية تُنشر بها المجلات والصُحف ، ويسعى بأن يهبط بالعقول بدل السعي للرقي بها بلغة راقية عذبه كاللغة العربية أنما بذلك يظهر ضعفه و انحدار قدره ، فاللغة العربية لغة للأذكياء الفطناء لكنها ليست بالصعبة على الناس العاديين لذا فإن مثل هذا الإنسان أنما يشهد على نفسه أنه أحقر منزلة من الإنسان البسيط العاميّ ، لكن كيف بلغ منازل السلطة ليرسم طريق أمته  ؟؟! سؤال يحتاج للكثير حتى يتم الإجابة عليه .

يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا ) والتفقه ليس في الدين وحده بل في كل فروع العلم ما أمكن منه ، لأن العلم ينير القلوب ويفتح البصيرة فيقود صاحبه إلى طريق الحق والحقيقة ، ويمضي في كل أموره عن بصيرة وعن بينة من أمره . فلا يستوي الأعمى  و البصير .

فالمُسفهين للغة العربية ثلاثة :

·   جاهل لا يقدر على هذه اللغة العظيمة ففندها ولجئ إلى اللغة العامية التي تناسب مستواه السوقي البسيط فأراد أن يفرضها كلغة لأهل الصفوة ، قال أبو العُميثل لأبي تمام منتقداً شِعْرَهُ : يا أبا تَمَّام لِمَّ تَقولُ مَا لا يُفهم ؟ فأجابهُ أبُو تَمَّام : لِمَّ لا تَفهم مَا يُقال ؟ .

·   وخائن أراد أن يعين الأعداء علينا بتفريق شملنا لأن اللغة هي أحد ركائز جمع شملنا كعرب ـ كما هو الحال في كُل الأمم ـ والأدهى أن من هؤلاء من هم في مواقع السلطة فقرروا أن يبثوا الجرائد باللهجة العامية وفرضها على الجميع كلغة أدب ، وهم أنفسهم في مؤتمراتهم الرسمية يتحدثون باللغات الأجنبية بلسان مفوه رغم أن دساتيرهم تقول أن ( اللغة العربية )  هي اللغة الرسمية للدولة  و أذا تحدث العربية التوى لسانه ولم يُفصح فهو لا يلوي جهدا للقضاء على اللغة .

·   وأخر يهرف بما لا يعرف ، وصَدَّقَ ـ  لجهله ـ  ما قيل له بأن ( سبب تخلف )  أمتنا هي ( لغتها و ديننا ) وهذا مجرد واحد من أولئك الببغاوات المصفقة .

وليعلم الجاهلون أن سعي العدو لتدمير لغتنا العربية أنما ليضرب به عصفوران بحجر واحد ، فإن اندثرت العربية ـ وأقولها بكل ثقة أن ذلك لن يحدث أبدا ـ فسيصعُب قراءة القرآن على أتباع الإسلام مثلما حدث في ديانات أخرى مثل اليهودية والنصرانية . ليخرج لنا الصهاينة بعد ذلك أحبارا يكتبون لنا القرآن بأمانيهم ، فيغيرون الكلم عن موضعه حُباً لأسيادهم . وذلك لن يحدث لأن الله تعالى قال :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[1]
وأخيرا ..

يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : ( أما بعد   فتفقهوا في السُنة ، و تفقهوا في العربية ، وأعربُوا القرآن فإنه عَـربيّ ) .

أنها لغة خير الأنبياء ، و لغة خير الكتب المقدسة ، و لغة الشعب الذي ناضل من أجل أن يرفع راية الله عاليا عبر تاريخهِ ، و تحمَّل و مازال يتحمل الكثير من الويلات في سبيل ذلك ، و ستبقى  ( العربية )  صامدة  شامخة  مادام أن الله تكفل بحفظ  كتابه الذي  نزل  بلسان عربي  مبين .



[1] - سورة الحجر9

هناك 4 تعليقات:

Atef Shahin يقول...

أخي الكريم
السلام عليكم
كتبت سابقا في مدونتي مقالا تحت عنوان
"هل مازالت الأرض تتكلم عربي ؟" وذكرت فيه كيف أن لغتنا الجميلة قد وصل بها الحال في بلدنا إلى مستوى مخجل وأنا بالطبع أرى ما يكتبه الكتاب الجدد في مؤلفاتهم بلغة عامية ركيكة وأرى المذيعين وهم ينصبون الفاعل ويجرون المفعول به ..
إنهم يقتلون اللغة

موضوع جميل أهنئك عليه
أرجو دوام التواصل

Peace يقول...

من سلبيات الغزو الثقافي
استخدام اللغه المعربه

فهي لا تعتبر لغه عربيه و لا اجنبيه

لذلك المستوى ضعيف في اللغتين

أفلح اليعربي يقول...

أخي الدكتور عاطف شاهين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أشاطرك الرأي ، ويحزنني ما يحزنك وأنت أحد أبناء هذه الأمة البررة ، وبإذن الله سأطلع على مقالك .

أقولها بكل أسف أخي ـ وأنا شخص يعتز بوطنه العربي ويحزن لمصابه ـ أن الحكومة المصرية أحد الحكومات في وطننا العربي التي تسعى بشكل حثيث لقتل العربية بكل السبل ، وربما أطلعت سيدي على بعض تلك الأساليب ومنها رغبة هذه الحكومة في نشر صحف باللهجة المصرية العامية ، أضف إليها المستوى اللغوي الركيك ليس للطلاب المصرين فقط وأنما حتى لأساتذة جامعيين ، وأقول هذا من خلال معايشتي لهذه الفئة ـ بحكم دراستي الجامعية في مصر ـ والتي كان من المفروض أن تكون ضمن الصفوة الثقافية ، فوالله أن الأمر محزن جدا .

أشكر لك مرورك الطيب

لك تقديري

أفلح اليعربي يقول...

سيدتي الفاضلة Peace


أنت تخلطين بين التعربيب ( بحرف العين ) والتغريب ( بحرف الغين )، فالأول هو أضافة ألفاظ إلى اللغة العربية وتحويرها بما يتناسب مع اللفظ العربي ، وهذا أمر طبعي جدا ، ويحدث في كل لغات الدنيا ومن بينها اللغات اللاتينية التي ينبهر بها أجيالنا الجديدة .

أما التغريب فهو أدخال لغات دخيلة على العربية وتطويع العربية لتوظيف تلك الألفاظ عنوة، وأستخدام الأفراد للغات أخرى وتبجيلها ودعيني أشير مثلا لأستخدامك أسما لاتينيا وكتابته بالأحرف الاتينية ، كذلك عادة تحدث الفرد بجملة تحوي خليط من ألفاظ عربية وغربية أو حتى عربية وأكثر من لغة أخرى في ذات الجملة ، وهذا سيءجدا لأنه قد يتسبب في أندثار اللغات بالإضافة لأنه يسيء هوية الفرد .

بالطبع تندثر اللغات أن حدث لها تغريب لكن العربية لن تندثر وأقولها بثقة.

أشكر لك مرورك وتعقيبك
لك تقديري