السبت، 30 أكتوبر 2010

ماذا تعرف عن العرب ياهذا !




" الأمور تَتَشابه مقبلة ، فلا يعرفها إلا ذو الرأي ،

 فإن أدبرت عرفها الجاهل كما يعرفها العاقل "
أكثم بن صيفي ، أحد فصحاء العرب وحكمائها.







لضمان نجاح تَقَبُل الجسم البشري للأطراف المزروعة من جسد أخر لابد من تناول الشخص الذي تمت له عملية زراعة الأطراف ( كالذراع أو الساق ) لأدوية تعمل على أضعاف المناعة عنده و ذلك حتى لا تقوم المناعة بنشاط يرفض معه الجسم هذا الدخيل الجديد عليه و بالتالي يتوجب أن يتم استئصال هذا الدخيل .

ولأجل أن يكسب الإنسان تلك الذراع أو الساق ليملك القوة التي فقدها يقبل بتخدير مناعة جسمه ويعرض جسده لأخطار اقتحام أمراض كثيرة له بسبب عدم وجود مناعة فيه . كما حال هذا الجسم مع الأطراف و إيقاف المناعة كان ولا يزال حال أمتنا مع كيانين مزروعين توجب على حُكامنا أن يعملوا بشتى الطرق تخدير مناعة جسد الأمة ليمكن معه عدم المطالبة باستئصال هذا الدخيل . و الدخيلان هما الصهاينة ، و الرأسماليين .

ولأن كريات الدم البيضاء ـ التي تشكل جهاز المناعة للجسم ـ  تكون ضعيفة ـ في جسم الشخص الذي تم زراعة الأطراف له ـ يتقبل الجسم ذلك الدخيل على أنه لا مشكلة في وجوده و يعتبره جزء منه فلا يرفضه ، و لأن الأحرار ـ  الذين يشكلون جهاز المناعة للأمة ـ  يكونون ضعفاء  ـ  في الأمة التي تم  زراعة كيان دخيل فيها ـ يتقبل الشعب ذلك الكيان على أنه شيء عادي لا مشكلة في وجوده أو على الأقل الاستسلام  لوجوده .

في  أمتي  الناس  ثلاثة :

·       عميلٌ خائن .
·        و ببغاء مصفقة تردد ما يقال جهلا .
·        و عارف مسلوب الحول و القوة .


 وأشرُّ كُلِّ هؤلاء على أمتي هو تلك ( الببغاوات المصفقة )  ، لأنها من حيث تدري ولا تدري تعين الظالمين على أمتي ، فهي تردد ما يقال دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن الحقيقة ، وأني لا أعذر من جهل الحقيقة ، وخاصة في عصر توفرت فيه كل الوسائل ، فمن أراد معرفة الحقيقة يمكنه البحث عنها  و لا  شك  سيجدها .

أنا أعترف أن من بين تلك الببغاوات من يُحبون هذه الأمة ، ومن فرط ما قد ساءَهُمْ حالها تجدهم يرددون ما يقال عن مساوئها ، و لكني لا أعذرهم في هذا ، فتلك سياسة المنافق ، (  أذا خاصم فجر ) ، وصار الحبيب الذي بالأمس ( ملاكاً )  ( شيطانا رجيما ) .  تلك خطةٌ لن توصلنا إلا لضياع أكثر مما نحن فيه ، وسنظل ـ بسببه ـ ندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها .

أنكم تجشمون أمتي مركبا صعب ، فهذه الأمة مكونة من ( بشر ) و ليست من ( ملائكة ) ، وكما لهم أمجاد لهم أخطاء ، لكنكم تُبَالغُون في تهويل أخطائها وتأخذونها إلى غير محملها ، وأنه أمر نرفضه تماما ، فتلك السلبية الزائدة هي ( داء ) . ذلك الاضطراب يُعين عدونا علينا ، فإنْ أرتفع العجاج عميت الأبصار ، وأن عميت الأبصار لم تعرف عدوك من صديقك وتلك أحد تدابير ( فرق تسُد ) .


لا  باركَ  الله في  ساعٍ  بتفرقةٍ
بين الصَفيين والجارين من أمم


ولقد ضقنا ذرعا بتلك القاعدة التي يُصرُّ البعض على فرضِها علينا في كل المواقف وفي كل الأحيان ، قاعدة الضياع والتشتيت بين ( التهوين و التهويل ، و الإفراط والتفريط ) فنحن ( أمة الوسط ) يا قومي ، فدعونا نكن وسطا .

يظن البعض ـ جهلا  ـ  أن التشدق بذكر مساوئ  الأمة ـ أو ما يظنون أنه مساوئ ـ هي رجاحة عقل لهم أو أنها تدل على فائض علمهم ، وعظيم فهمهم ، و غزير ثقافتهم ، وهم لا يعلمون أنهم  ـ  من حيث لا يدرون ـ  يفضحون جهلا عميقا ، و سفها مقيتا .

فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان  في  الحُكم  عبيد  الدرهمِ

يقارنون بين حال أمتي و بين أمم أخرى ما فقهوا عن أحوالها إلا ما يقرؤون في الجرائد عنها ، و ما قول الجرائد بصادق ، فلوا فهموا الحقيقة ، لعلموا علم اليقين أن تلك قشرة تغلف عفناً مقيتا ، وأن أمتي يخنقها العفن الطافي فوق غلافها ، وأعني أولئك الذين نصبوا أنفسهم أسيادا و أصناما و فرضوا على الناس تقديسهم ، و الواحد منهم لا يحمل طُهرَ الصنم .

يعيبون على أمتي أنها أمة لا تقرأ و والله لقد كذبوا ، يعيبون على أمتي أن عاداتها كلها سيئة و والله ما أبصروا ، يعيبون على أمتي أنها أمة الإسلام ورغم هذا فالغرب أنقى وأفضل وأعدل ، و والله قد جهلوا فزيفوا .

جعلوا صرخة أحرار أمتي في وجه الباطل (  إرهابا ) و والله لقد خُلط عليهم ، وجعلوا وعْيَ أمتي بعدوها ومكائده ( وسواساً قهرية )  و ( أمراضاً نفسية ) ، وقالوا : أن لا مؤامرة ضدنا بل تلك أوهام بسبب ما أوصلكم اليأس إليه ، و والله ما عَقلوا . ثم يأتي الغرب أنفسهم ليشهدوا على مؤامراتهم ضد أمتي ، و وثائقهم دليل يؤيد شهادتهم .

لعمرك ما الأبصار تنفع أهلها
إذا لم يكن للمبصرينَ بصائرُ


مالا تعرفه أيها الجاهل أن ذلك الغرب أقذر مما يبهر عينك ، مالا تعرفه أيضا أن الغرب مجرد تابع لكنه تابع ( مُقرب ) وليس مثل حُكام هذه الأمة تابع ( مُحقر ) ، مالا تعرفه أننا أمة تملك أحرارا ، وتملك جهابذة عباقرة في كل المجالات ، لكن أحرارا تكمم أفواههم ، وتمزق أجسادهم تحت سياط الخونة ، و تغيب تلك النفوس الزكية في غياهب السجون العفنة ، التي ليست أكثر عفنا من سَجَّانِيها .

وعباقرتنا ـ أيها الجاهل بأمتي ـ لهم خيارين لا ثالث لهما : أما أن يقبل بجنسية أحد الدول التابعة المقربة ـ أي الغرب ـ و يكون رافها منعما مدللا ، ليكرس عقله وعلمه في خدمة تلك الدول ، أو أن يموت ميتة غامضة ثم تغلق القضية ضد مجهول وتنسى بالتعاون مع أولئك الركع السجود في المحافل الماسونية ، الحاكمين بأمر الله ـ كما يحاولوا أن يوهمونا ـ وأصحاب الحق الإلهي الذي ما أنزل الله به من سلطان .

أمتي  كم   صنمٍ  مجدته
لم يكن يحمل طُهر الصنمِ

يسعى أولئك الحكام المقدسون لتثبيط العزائم و تكميم الأفواه ، و نشر الجهل ، و توجيه التنمية في الوطن توجيهات لا تخدم الشعب ، و أنما تخدم أسياد ذلك المقدس الراكع في محافل الماسونية ، ليبقى له فتات الخبز : كرسياً ، و نساءً ، و أموالاً ، و تقديساً .

أنظر مصير عباقرة أمتي الذين ( رفضوا بيع أوطانهم )  ، لأنهم علموا علم اليقين : " أن من يبيع أرضه يبيع عرضه " ، أين ( مصطفى مشرفة ) ؟ و أين ( جمال حمدان )  ؟ و أين ( سميرة موسى ) ؟ و أين  ( يحيى المشد )  ؟ وأين ( سامية ميمني )  ؟ والكثير الكثير من علمائنا وعباقرتنا ، نالهم التهميش من أولئك الأصنام المقدسة ، وحين كانت عزائمهم وحبهم لأوطانهم وأيمانهم بواجبهم أكبر حافز و إصراراً على العمل والإبداع ( قُتلوا )  بطُرق غريبة ، حتى حقوقهم بعد الممات سُلبت فلم يكرموا ، و قُتل حتى ذكر انجازهم ، ولم يُحقق أصلا في قضاياهم ألا بقدر إخراس الألسن ثم يتهمون في شرفهم أو يقال انتحروا أو أسباب تافهة لم يُثْبِتْ صحتها تحقياًق جنائياً نزيهاً .

وليس العراق عنَّا ببعيد ، في السنوات الأولى للاحتلال ( الأمريكي ـ الصهيوني ـ الفارسي )  كانت الإحصاءات تشير إلى أن هناك أكثر من (  350  ) عالماً نوويا وأكثر من ( 200  ) أستاذ جامعي ـ غير العباقرة في مجال الطب والجراحة ـ  قتلهم الموساد الصهيوني في غطاء أمريكي ، و لا تتوفر إحصاءات نزيه عن الأرقام الحديثة للاغتيالات . هدفهم أن لا يستيقظ العملاق ، وأن تبقى مناعته مخدرة حتى لا يرفض الدخلاء . فهم يعلمون علما لا مراء فيه :

علمْت أنَّ ورَاءَ الضَّعْفِ مَقدرَةً
و أَنَّ  لِلْحَقِّ  لا   للْقُوَّةِ  الغَلَبَا


وأخيراً ..

استيقظوا وتيقظوا ، لا يعميكم حب الزعماء عن رؤية أباطيلهم و زلاتهم ، وأعلموا أنه ليس في البشر معصومين سوى الأنبياء ، أفتح بصيرتك قبل بصرك ، وأرجع إلى رشدك ، وعليك بالعلم فأنه يقوي البصيرة وينير الطريق ، و أبداء بـ ( إصلاح نفسك )  وثم كن ايجابيا بأن تصلح من حولك قدر جهدك ، فالرجل القوي يعمل و الرجل الضعيف يتمنى .

عليك  أن  تسعى  لشيء و ما

عليك أن تضمن عقبى النجاح

ليست هناك تعليقات: