( من أكثر المناورات الفكرية خسة : التحدث بعجرفة عن
انتهاكات في مجتمع الغير ،
وتبرير الممارسات
ذاتها في مجتمع المرء نفسه )
إدوارد سعيد ، مفكر أمريكي من أصول عربية .
ما كنت أحب أن أضع نفسي في هذا
المقام ، إلا أن مبالغة الجهال بلغت مداها ، و ليست مجابهة الجاهل كمجابهة العالم
، فالعالم أن قارعته بالحجة و البراهين قارعك بها ، فإن غلبته أقر ، و أما الجاهل
فإن قارعته بالحجة سفهك ، و جادلك بلا برهان ، و أن غلبته شتمك ونال من عرضك ، كنتُ
و مازلت ـ و سأظل ـ أقف ضد أي عربي يتحدث
مسفها لإخوانه في الدول العربية الأخرى ، أو منتقدا للهجتهم و قيمهم وثقافتهم .
فكان حقيق بي اليوم أن أقف ضد من يتحدثون عن بلدي ( سلطنة عُمان ) . فمن واجبك أن
تدافع عن أخيك و عن بيته ، ولكن الأوجب أن تدافع عن بيتك .
رسالتي ليست تسفيها لأخوتي ، ولا تنمرا مني لمبادئي تجاه أمتي ، ولا سعيا لتمجيد
الذات و تحقير الذوات الأخرى ، لغرض النأي بها عن أخونها ، ليكون كل بلد عربي هو
كيان خاص مبتور من أصوله الأخرى . أنما هنالك ( عصافير ) في قفص صغير اسمه ( تويتر ) ، نَسِيَتْ التغريد
وامتهنت النعيب و النعيق ، فحق علينا السعي لعلاجها أو إخراسها ، فإن بلغنا المراد
فهو ذلك ، و إلا فيكون لنا شرف المحاولة خير من خزي الإحجام .
لن أتحدث من هو ( الشعب العُماني ) ، فشهادتي مجروحة ، وأي شيء من
الممكن أن أقوله سيسند إلى مسألة التحيز ، لكني أقول تفضل إلى ( عُمان ) و أنظر بنفسك من نحن . ثم أحكم ، وكما يقول أبو
الطيب : ( لا يصدق الوصف حتى يصدق النظرُ
) . نحن لسنا ملائكة ، ولسنا شعب كامل ، فالكمال لله ، وكل وطن به الصالح و الطالح
، وله سلبيات وإيجابيات . فماذا تنتقد على الآخرين و أنت تملئكَ العيوب ؟ يقول
المثل : ( من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر ) .
عيوبي
إن سألت بها كثير
و أي الناس ليس له عيوب
جوابي هنا ليس ردا على جهلة
متقولين ، ولكن توضيحا لمن من الممكن أن يجري مجراهم تابعا جهل الجاهلين . و مسالك
الحاقدين بدون وعي .
و أن من أعجب العجب أن لا يلتفت
البشر إلى ( حسناتك ) مهما امتلكت منها ، وأنهم فقط يركزون على ( عيوبك ) و ( سوءاتك
) وكأنهم خالون من كل عيب . و أنهم أن لم تكن مثلهم تمن على الناس ما تفعله لهم
عبر الإعلام ، أو تساعد على أثارة الفتن وتفريق الأخوة في بلدانهم فأنت بالنسبة
للجهلة من الناس تملك صفات ذميمة تستأهل القذف .
فعجبا حين تخرس العقول و يتحدث
الجهلة .
وعجبا حين تصير المحاسن أمر ذميم
يستدعي قذف الجهال وسبهم لك .
و عجبا حين تصبح مسألة التقليد و
الخوض مع الخائضين أمرا ( إلزامي ) ، و أن
لم تفعله اعتبروك خارج السرب أو من كوكب أخرى ، و كأنما اعتبروا أجماعهم على ( الجهل
) أمرا مفروضا وصائبا . فسبحان الله
!!! فعجبا للإنسان { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }[1]
تعُّد ذنوبي عند قومي كثيرة
ولا ذنب لي إلا العلا و الفواضل
فأما من يتحدثون عن دين ( أهل
عُمان ) فأقول : أنهم والله قوم مسلمون
مخلصون ، يشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله ، و الكعبة الشريفة
قبلتهم ، والقرآن الكريم كتابهم ، وسنة رسول الله قدوتهم ، يحبون نبيهم و آل بيته
و أصحابهِ . ويؤمنون بأركان الإسلام و الإيمان بغير خلل ، لا يشركون بالله شيء ولا
يعبدون القبور . وأما غير ذلك فلا حق لكم عندهم أن تكفرونهم ، فما أنتم
بأكثر إسلاما منهم ، ولا أنتم أصدق إيماننا منهم ، {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ
فِيهِ تَدْرُسُونَ }[2] .
و تلك الأركان لا تخرج الملتزم بها من الملة ،
فمن أنت حتى تكفره ؟ أفلا تتقون
الله ؟ .
قال أسامة بن زيد بن حارثة ـ رضي
الله عنهما ـ يروي عن سرية بعثه الرسول ـ صل الله عليه و سلم ـ عليها قبل
عامين من وفاته صل الله عليه و سلم : ( فأتيت النبي و قد أتاه البشير بالفتح ،
فإذا هو مُتهلل وجهه ، فأدناني منه ثم قال : حدثني . فجعلت أحدثه ، و ذكرت له أنه
لما انهزم القوم أدركت رجلا و أهويت إليه بالرمح ، فقال : لا إله إلا الله ،
فطعنته فقتلته .
فتغير وجه رسول الله ، وقال : (
ويحك يا أسامة ، فكيف لك بلا إله إلا الله ؟ ويحك يا أسامة ، فكيف لك بلا إله إلا
الله ؟ . فلم يزل يرددها عليَّ حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته ،
واستقبلت الإسلام يومئذ من جديد . فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا إله إلا الله
بعدما سمعت رسول الله ) .
وأما اختلاف اجتهادات العلماء فذلك أمر مرجعه
للعلماء ، و بئس العالم الذي
يُدْلِج ( العامة ) في علم ( الخاصة ) لأنه يكون بذلك شيطان فتنة ، لا عالم دين و
إصلاح .
و أعجب العجب هو حين يأتيك شخص
يفند و يسفه لأنك على مذهب غير مذهبه ، و لأنك على غير مذهبه فأنت ( كافر ) ـ في
نظرهِ ـ و هو المؤمن الصادق ، بينما هذا
الشخص لا يقوم حتى بأبسط فرائضه ، كالصلاة ، أو أنه لا يعرف من دينه أي شيء و
حدوده في الصلاة و الصوم ، و أن سألته ما مذهبك يقول ( سني ) . و لكنه لا يعرف أي
مذهب هو بالتحديد ، فأنَّا له أن يعرف في باقي المذاهب الصادق منها و الفاسق
. فكم هو عجيب ( جدال الجاهل ) !! .
و لله في خلقه شؤون ! .
و أما علاقات ( عُمان ) الخارجية وعدم خوضها مع الخائضين في كل قضية ،
فإنما ذلك التزام منها فيما بينها وبين الدول من اتفاقيات ، و مع هذا فإن ( سلطنة
عُمان ) ليست بالدولة السلبية كـ ( سويسرا ) مثلا ، و إنما لها صولات وجولات لكن الفرق بينها وبين
غيرها أنها لا تحب ( البهرجة الإعلامية ) المبالغ فيها عن دورها الدولي ، ثم وأنها
مثل ما لا تحب أن يتدخل أحد في شؤونها فإنها لا تتدخل في شؤون غيرها ، إلا ( وفق
ما تضطره الظروف ) ، و تفاصيل السياسة كثيرة لا يمكن للإنسان العادي أن يفهمها و
يغوص فيها اعتباطا . ( و في هذا الباب كلام كثير نتركه ) .
و أما العصافير في ( تويتر ) ... هل يجب أن رأيت الناس
تخوض في أمر أن أخوض معهم حتى ترضون ؟ و ما الخطئية في عدم تواجد العمانيين[3]
ـ أن وافقنا على كلامهم جدلا ـ في الفيسبوك و تويتر . أم صار حضورهما كحضور صلاة
الجماعة يعاب تاركهما ؟؟!
و أنتم أيها الخائضون في تويتر
.. ما العيب فيمن لا يستخدمه ؟ و ما الإنجاز العظيم في استخدامه ؟ و الميزة
العظيمة في تويتر ؟ هل ميزته غير الثرثرة و الفلسفة الزائفة ، فقد تحول مستخدمي
تويتر إلى فلاسفة ، و ليست هنا المشكلة ، لكن المشكلة أنهم يتكلمون لمجرد الكلام ،
ولا تجد إلا من ندر منهم يحتوى كلامه ( أفعالا ) . أنا ( لست ضد استخدام ) هذه المواقع ، لكن لكل شخص الحرية في
استخدامه من عدمها ولا ينقص منه هذا شيء أبدا .
و بما أن أهل السعودية ـ
ليس جميع أهل السعودية طبعا ـ أكثر المنتقدين لنا ، ويجاريهم البعض جهلا (
رغم أن هذا البعض أيضا قليل من سكانه يشاركون تلك العصافير ذات الصفير الدائم التصفير
) فأقول :
هل تعلم أخي الكريم كم عدد سكان
بلدك ؟ و كم هو عدد سكان أهل عُمان ؟
سأخبرك : أن عدد ( المواطنين
السعوديين ) من مجمل سكان ( المملكة ) هو
(19,838,448 ) نسمة ، و عدد ( المواطنين العُمانيين ) من مجمل سكان ( السلطنة ) هو
(1.779.318) نسمة . فلو أزحنا منهم كبار السن و الأميين ، و الأطفال الذين في سن
لا يؤهلهم لاستخدام هذه المواقع ، فكم يكون عدد مستخدمي النت في ( عُمان ) مقابل مستخدميه في ( السعودية ) ، و حتى وأن دخل ( المليون و السبعمائة ) كله
للنت فلن يوازونكم . و سوف تفوقونهم حضورا . بسبب الفارق العددي الكبير .
أما أولئك الذين وصلوا بسوء
أدبهم إلى قذف ( أهل عُمان ) بأنهم سحرة وأهل شعوذة ، فأقول لو كنتم مسلمين صادقين
لصنتم ألسنتكم عن ( قذف الناس بالكبائر ) ، ولو كان الدين يطبق بصدق لوجب جلد هذا
القائل ما لم يأتي ببينة .
هل ( عُمان ) بها سحرة وأهل شعوذة ؟؟؟
أقول بكل جرأة : نعم ، يوجد فيها
. لكن ليس كل أهلها ولا يحق لك أن تعمم ، و التعميم هو صفة العامة و الجهلة
. يقول الإمام الغزالي : ( إن التعميم من صفات العوام ) و هو حقا كذلك .
لكن .. هل باقي ( دول الخليج و
العالم ) فيها السحر و الشعوذة ؟
أقول أيضا : ( نعم فيها ) و ربما أكثر مما في عُمان . اليمن و السعودية
والمغرب و الجزائر و العراق و مصر و
السودان و تونس و باقي البلدان . وأقول كلامي هذا من حكم دراسة في هذا
المضمار أجريتها وبحث دام ( أربع سنوات ) . واستطيع أن أتيك بقوائم لأسماء أهل
الشعوذة و السحر , وأخبرك صادقهم من كاذبهم ، و عالمهم من ظالمهم . وهذا ليس في البلاد
العربية وحدها بل في كل العالم حتى ما يسمون دولا متقدمة بها منظمات معترف بها من
الحكومة ، و عندهم السحر الأسود بأشد أنواعه . ولهم اتحادات أيضا كما في ( فرنسا )
و ( الولايات المتحدة الأمريكية ) .
و ( لا يجوز أن تعمم ) بأن أهل وطن كامل هم أهل لتلك الكبيرة ، فذلك
قذف و افتراء و ظلم لا يرضاه الله ، و لو كنا أهل سحر كما تصفوننا لملكنا الخليج و
البلاد العربية كلها ولصار سلطان عُمان سلطانا عليكم ولأمضى ما أراده من أمور فوق
إرادة ملوككم ، فلسنا أهل سحر ولا نطير على مكانس . ولا نقول إلا ( حسبنا الله و
نعم الوكيل ) على من ( يؤذي الناس بلسانه )
فلا يرعى حرمة الله في عبادهِ .
أما المتحدثين عن ( الاتحاد
الملكي أو اتحاد الملكيات أو الاتحاد الخليجي ) أو غيرها ، و التي يتحدث البعض عن
رفض ( السلطنة ) لها ، أجل رفضتها السلطنة
، ومع أني من المدافعين عن ( الوحدة العربية ) إلا أني أؤيد بشدة قرار ( الحكومة
العُمانية ) . لماذا ؟
الحقيقة أن هناك تفاصيل لا
يدركها الناس ، وهم يتأثرون بما يسمعونه من الإعلام فقط . لكن ليت الناس تسأل :
لماذا فجأة صارت كل الحكومات العربية تجري نحو هذا الإتحاد ؟؟
هل يعقل أنهم فجأة أدركوا أن الوحدة
هي دوائهم ؟
وسؤال آخر : لماذا نحتاج لتكوين
مؤسسة جديدة للوحدة بدلا من تفعيل مؤسسة مثل ( جامعة الدول العربية ) أو ( مجلس
التعاون الخليجي ) ؟ أن كانوا صادقين .
السلطان ( قابوس ) ـ وليس دفاعا عنه ـ هو رجل سياسي يملك سياسة
بصدق ، وليس مجرد رجل أوجدته الأقدار على كرسي لا يملك من فقهه شيء . وهو يعلم أن
الحكام العرب الذين يسعون لتلك الوحدة أنما انقادوا بسبب ضغوطات من جهات محددة
لأجل هدف محدد . وأنهم لا شك بعد أن يتم ( حلب ) هذه البقرات سيتم ذبحها . و سيحل
بها ما حل من ركون وجمود للمؤسسات التي سبقتها . و من يفهم هذا الأمر يعلم بالضبط
بسبب رفض ( قادة الخليج ) لمشروع السلطان ( قابوس ) لدرع الجزيرة . فرغم الوجود الشكلي لهذا المشروع
العسكري والذي تحتاجه الجزيرة إلا أنه ليس كما اقترحه السلطان . والسبب وراء الرفض
أولا هي أكبر دول المجلس ، لأنها تريد أن تظل في السيادة ، وليس مهم ما يحدث بعد
ذلك .
ويفهم لماذا فشل مشروع ( العملة
الموحدة ) بين دول المجلس ـ والذي رفضته السلطنة منذ البداية لأسباب اقتصادية
مقنعة ـ بعد أن كادوا يتفقون قبل أن تنسحب الإمارات بسبب طلب السعودية أن يكون مقر
الهيئة المسئولة عن الأمر في ( جدة ) بدل من أن يكون في الإمارات كما كان
مقرر .
هكذا هم ، يتفرقون كما يتفرق
الأطفال بعد لعبة طويلة ولأسباب جدا تافهة يمكن تجاوزها . أنها عقول صغار .
لا تعيب على أهل السياسة كل ما
جاءت به السياسة قبل أن تفهم ماذا يجري في الكواليس .. أتمنى أن تسعوا إلى ( المعرفة
) يا أخواني .. هذا كل رجائي ، ويكفي شتم ومهاترات سخيفة بيننا .
تأنَّ في الشيء إذا رمتَهُ ** لتعرف
الرشد من الغيّ
لا تتبعنْ كل دخان ترى ** فالنار قد توقد للكيّ
وقس على الشيء بأشكالهِ ** يدلّك الشيء على
الشيّء
أجل أن ( أهل عُمان ) ليسوا ببذخ أهل الخليج ، و بناتنا عربيات أصيلات
لم يسلكن بعد مسالك غرف التجميل للنفخ و التبيض والتقشير ، وما إلى ذلك من ( أعادة
صناعة النساء ) الحاصلة بجنون عند كثير من
النساء العربيات . و رجال عُمان سمر السواعد و الوجوه لأنهم مازالوا يعملون تحت
شمس الجزيرة الحارقة ، ولم يختبئوا تحت الأسقف الباردة طلبا ( للبياض و الرقة و النعومة ) كما حال النساء ، وأيضا أهل عُمان ( عرب أقحاح
) في غالبيتهم ، مازالت سيما العرب في وجوههم ، لم تخالط أنسابنا أولى و أولئكَ .
و ( لنا مفخرة في ذلك ) ، و أما الأجناس التي تعيش في عُمان من أفارقة
زنوج أو هنود و غيرهم فتلك خلق ربهم لهم ولا أحد يملك شيء لأجله وهم راضون بقدر
الرحمن لهم . و هناك رجاء لي و هو أن ترى بعين صادقة هل حقا جميع بنات بلادك
جميلات و مهندمات أم هي فئة بسيطة من مجمل ما هو موجود عندكم ، وهل كل الرجال
عندكم بيض و وسيمين ؟ و أتمنى في المقابل أن ترى ما في عُمان وأن لا تكتفي
بالتلفاز لتحكم .
ثم أن التطرق في مثل هذه الأمور
يعتبر أساسا ( سخافة ) و يدل على ( ضيق الأفق ) ، لأنك تشغل فكرك بتفاهات لا قيمة
لها و لا معنى ولا فائدة منها .
و من قال أن ( المجد ) الذي بلغه
( أهل عُمان ) من الوصول لأقاصي الأرض كدولة لها سيادتها وحضارتها قد بلغته كل دول
الخليج فإنما ذلك شخص يجهل التاريخ ، فحين كانت عُمان تقود المجد كان بعض من أهل
الجزيرة يحلون في تلك الأصقاع فُرَادى تحت حماية تلك الدولة العُمانية ساعين للرزق
والتجارة أو باحثين عن وطن جديد ، ولم يكونوا أبدا يجسدون حكوماتهم التي لم تكن
أساسا ذات وجود بالمعنى الحقيقي للدولة .
أقول أخيرا كما قال الشاعر :
أنَّا لقومٌ أبتْ أخلاقنا
شرفاً
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤدينا
بيضٌ صنائعنا ، خُضرٌ مرابعنا
سودٌ وقائعنا ، حُمرٌ مواضينا
لا يظهر العجز منَّا دون نيل مُنَّى
و لو رأينا المنايا في
أمانينا
سيبقى ( أهل عُمان ) كما هم ،
كراما بعيدين عن الفتن والثرثرة الفارغة في تويتر أو فيسبوك أو في عبث
الأطفال في كرة القدم وغيرها ، سيبقون ـ بجميع أطيافهم ومذاهبهم ـ ( أهل دماثة و رزانة ) ، و ( صفاء سريرة ) ،
سيبقون على ( نقاء سجيتهم ) ، ولن تغيرهم
عبث الأيدي العابثة باسم التمدن بعزة الواحد الأحد ، فمن رضاه خُلقنا فأهلا به
بيننا أخا عزيزا كريما ، ومن كره مقامه بيننا فليفارقنا غير مأسوف عليه . و من
أتانا ضيفا أكرمناه بــ ( سماحتنا ) قبل القِرَى ، و بــ ( بشاشتنا ) قبل التحية و
السلام ، فالحقد ( ليس ) من سجية أهل هذا البلد أبدا . و أن لسان حال أهل عُمان
كما قال الشاعر :
سأُلزم نفسي الصفح عن كل مذنب
وإن عظمت منه عليَّ الجرائم
فما الناس إلا واحد
من ثلاثة :
شريف ، و مشروف ، و مثلي مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف فضله
و أتبع فيه الحق و الحق لازم
وأما الذي دوني فإن قال منكرا
صفحتُ له عنه و إن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن زلَّ أو هفا
تفضلت إنَّ الفضل بالحلم حاكم
و أننا بصفاتنا تلك قال فينا نبي
الله صل الله عليه وسلم : ( لو أتيت أهل عُمان ما سبوك ولا ضربوك ) ، وبصفاتنا تلك
أسلمنا طوعا لا رهبة و لا قهرا ، و بصفاتنا تلك حُزنَا ثقة خلفاء رسول الله صل
الله عليه وسلم و رضى عن أصحابه الميامين . فحملنا لواء التوحيد وما تركناه في معركة طويلة عبر التاريخ
في الكر و الفر .
فمن رأى لنا ( فضلا ) في صادق
صفاتنا تلك فإنما ذلك لطيب خلقه ونبله ، فلا يعرف أخلاق الكرام إلا الكريم و( طبع
النفس للنفس قائد ) . و أن رأى أن حسناتنا ( مساوئ ) في عينه فإن كل إنسان سيء
يحاول أن يجمل مساوئه ولا يحب أن يعترف بها فإنه يحاول تقبيح المحسن ، وهذا حمق
ماله دواء إلا الصمت ( فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ) .
و أتمنى أن لا يضيق الشرفاء
بكلامي ، فأنا ما قصدت به الشرفاء في الخليج ، فقد عرفنا منهم أهل أصل و شرف و
كريم أخلاق ، أنما كلامي لمن هو أقل منكم شأن في العقل و الخلق .
حفظ الله ( عُمان ) و أهلها من كل شر وصانها عن كل لسان
لا يرعى حق الله ، وحفظ ( الخليج والجزيرة ) و كل ( الوطن العربي ) بما يحفظ عباده الصالحين ، ونسأله الأمن و
السلام دائما أبدا .