خَلوا التَّعصب عنكم واستووا عُصباً
على الوئام لدفع الظلمِ تعتصبُ
هذا الذي قد
رمى بالضعف قوتكم
و غادر الشّمل منكم و هو منشعبُ
شعر عربي
استوقفني موقفان كادا يتزامنا في
وقت حدوثهما ، فنظرت لهما فوجدتهما ينبعان من منبع واحد ، ثم نظرت فوجدتهما يصبان
في ذات المصب ، وأن افترقا في المنتصف . فنحن أمة يحب منا الأخ أخاه ، لكنه لا يظهر له في حياته غير الجفاء فإن مات بكاه ، فعجبا لنا .
أني لأعرفك بعد اليوم تندبني
وفي حياتي
ما زودتني زادي
حين يشتد الحصار و المعاناة في
فلسطين ، وحين قصفت لبنان ، وحين دمرت العراق وجعلت ركاما بعد حضارة رائعة ، رأينا العيون تدمع أسفا على ما يجرى لإخواننا هناك ، حتى عيون الرجال سالت منها الدموع ، سمعنا الدعوات والصلوات تعلوا ليغيث الله أخواننا هناك ، وحين نادى المنادي لجمع التبرعات لإغاثة الأخوان هناك ، وجدنا الفقير يتبرع بقوته و يجود بموجوده لأنه يرى أن أخوانه أحق منه بها في نكبتهم . و أنما تعرف معادن الرجال في
الشدائد .
كم قد
سمعنا مناد يستغيث في ذلك القطر المنكوب
ويقول : ( أين أنتم العرب ؟ ) ، ثم ما أن تخف نكبتهم ، ويطرأ طارئ ما ، و يخرج الناس لشوارع معارضين لما يحل في
قطرهم الشقيق ، نجد في المقابل أصحاب ذلك القطر المنكوب يقولون معترضين على تدخل
أشقائهم العرب ( ما شأنكم أنتم في بلادنا؟ ) .
عجب عجاب
، فأي صوت نسمع ؟ هل صوت المنادي : ( أين
أنتم يا عرب ) ، أم صوت القائل : ( ما
شأنكم أنتم يا عرب في بلادنا )؟!!!!!
من جهة
أخرى هل يصح أن نترك المجال لرياضة ما مثل ( كرة القدم ) أن تبث الكراهية وتشيع السب والشتم واللعن ودعاء
الشر بيننا ؟؟! ، ونحن يا عباد الله أخوان.
فالعاقل
الفطن يعلم بأن تلك ما هي إلا تسلية ، ما أن تنتهي ينتهي معها كل شيء ، و الجاهل
قبل العالم يعرف بأن الأمة العربية في طريق و ملوكها و حكامها في طريق آخر ، ما يحدث في الساحة يحتاج لموقف سياسي حقيقي من
قبل أولى الأمر ، وليس للشعوب حول ولا قوة ، لكنهم يسعون بما أوتوا من حول وقوة
لنصرة أخوانهم كلما أمكنهم ذلك .
لذا على
الغاضب إلا يخلط الحبل بالنابل ، يقول
تعالى :{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ
وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }[1]
يقول صلَّ
الله عليه وسلم : (عليكم بالجماعة ، فإن الذئب إنما يُصيب من الغنم الشاردة) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق