"سلمت يمينك منتظر إن العراق سينتصر
ضربته قذيفتين بهما العروبة
تفتخر"
بيت قاله أحد المعلقين على حدث
قذف الحذاء
في وجه بوش .
"خذها قبلة وداع أيها الكلب" ، "إنها من الأرامل
واليتامى العراقيين، إنها من كل من ماتوا في العراق" كلمات قالها الصحفي
العراقي الغاضب ( منتظر الزيدي ) وهو يقذف بوش بزوج حذائه .
لقطة صارت مشهورة جدا .. أسعدت الآلاف القلوب ، لقطة طغت على كل الأخبار
في ذلك اليوم ، حتى على خبر تلك الزيارة المفاجئة لبوش الابن ، وعلى مؤتمره الصحفي
هو و نوري المالكي ، ذلك المؤتمر الذي جعل بوش ـ وربما لأول مرة في حياته ـ يرى
حذاء طائر .
نهاية تبدو رائعة لفلم الألم و المذلة الطويل جدا الذي تابعه العرب
والمسلمون بمرارة كبيرة .
ربما قد لا يتفق البعض مع فعلهُ ( الزيدي ) ، لكن العاقل العارف يدرك
تماما ، بأن المقهور سيدافع عن نفسه بأي سلاح يمكنه أن يكون في متناوله .
وعلى أية حال فنحن ـ العرب والمسلمون ـ في نظر الكثيرين وحتى
المثقفون ـ التائهون في هويتهم ـ لسنا سوء همج ، بدائيين ، وكل ما نفعله همجي ،
حتى مقاومتنا للغزاة ، تعدْ همجية ، و أن طلبنا التحاور فنحن همج ، حتى أن بكينا
من مرارة ما نلاقي ، فنحن همج ، لن يشفع لنا أي شيء ، مهما فعلنا ، لأنه وببساطة
الآخر لا يريد أن يرى أو يسمع الحقيقة .
قد تنكر العين ضوء الشمس من
رمدٍ
وينكر الفم طعم
الماء من سقمِ
أما الغربيين ـ من وجهت نظر
ذات الفئة ـ فهم التحضر ، والتمدن و قمت اللباقة
والذوق ، حتى و هم يقتلون و يغتصبون ، و يذلون الأخر و يحتقرونه ، فهم ديمقراطيين
، يقتلون بديمقراطية ، ويسرقون بديمقراطية .
وهنا أودُّ أن أقول ـ حتى لا يقال بأني أخلط عبسي بدبسي ـ لأولئك
الخارجين عن السرب ، أنظروا للواقع بحقيقته وبعين المبصرين ، ستعلمون بأن هذا
الغرب المتحضر له نصيب الأسد في مأساتنا يعاونهم أناس ـ للأسف ـ يعدون منَّا .
لعمرك ما الأبصار تنفع أهلها
إذا لم يكن للمبصرين بصائرُ
أن كنت تحلم بوطن عربي متحضر مثقف متطور ، فأنا أحلم بذات حلمك ، أن
كنت تتمنى أن يشار بالبنان لهذه الأمة في كل الشؤون ، فأنا أيضا أتمنى مثل ذلك ،
لكني أختلف عنك ، بأني لا أميل كل الميل . فعلينا أن نعري الأمور لنرى الحقيقة كما
هي ، بالتالي نسير معا مسير الواثق نحو طموحنا الأسمى .
وفي الأخير أقول ..
قد لا أؤيد ( منتظر الزيدي ) بتصرفه ، لكنني لا ألومه ، ولا
أخفي سعادتي بما فعله لبوش ، وقلت : ليتها أصابته ، لأنه كان يستحق ـ منذ زمن بعيد
ـ أن يصفع على وجهه عله يصحو ، وينتبه بأنه من تراب كما باقي العالمين من تراب ،
ولو أن هذا لن يكون أبدا لا عند بوش ولا عند غيره من الغربيين المعتلين سدة حكم
بلادهم .